للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المجلات كلمات تناولت صاحب الذكرى من نواحيه المختلفة.

والشيخ محمد عبده حقيق بالذكرى، والناس في حاجة إلى دروس من حياته، فقد كان من أوائل المجددين في العصر الحديث. جدد في الفكر الاسلامي، وكان ممن حرروا الكتابة العربية من تكلف السجع، فقد عدل عما بدا به من التزامه، فأرسل كتابته طليقة منه، فساهم بذلك في رقي الأسلوب الكتابي وخلوصه من أغلال الصنعة؛ وقد كان الفضل في ذلك لتوجيه أستاذه السيد جمال الدين الأفغاني الذي كان يدعو تلاميذه إلى صرف الجهد عن الزخارف اللفظية في الكتابة إلى تأدية المعاني والأفكار مع أحكام التعبير. . .

ومن آثار الشيخ محمد عبده الأدبية (شرح نهج البلاغة) وشرح (مقامات بديع الزمان وكتابته في مؤلفاته ورسائله الخاصة تضعه في صفوف البلغاء من الكتاب. وتمام صفاته الأدبية براعته في الخطابة، فقد كان من خطباء الثورة العربية البارزين الذين قادوا الجماهير وغرسوا في النفوس بذور القومية المصرية.

ذكرى حافظ:

في مثل هذا اليوم الذي يصدر هذا العدد من الرسالة أي في (٢١ يوليه سنة ١٩٢٢) نعى حافظ إبراهيم، فنحن اليوم في ذكراه الخامسة عشرة، وليت شعري ماذا يفعل قومنا في أحياء ذكرى هذا الشاعر الذي قاوم الاحتلال بشعره، والذي وضع سيفه في الجندية المغلوبة على امرها، وشهر سيفا آخر لم يكن إلا شعره، وجهه إلى صدور المحتلين.

ما أحوجنا اليوم وفي هذه المرحلة التي تمر بها قضية الوطن قاصدة نحو تمام التخلص من احتلال وادي النيل - إلى ذكرى شاعر النيل والى شعره الوطني الذي عبر به عن الأم بلاده وأمالها داعيا إلى الجهاد لتحريرها وإصلاح عيوبها ورفعة شأنها.

وما أحوجنا اليوم، وفي هذه الآونة التي اتجهت فيها الأمم العربية نحو الوحدة والتضامن في الدفاع عن حقوقها إلى ذكرى حافظ إبراهيم الذي دعا إلى الوحدة العربية، وقال الشعر في شؤون الشرق والإسلام، وغرد في حفلات التكريم العربية الجامعة.

وما أحوجنا اليوم، وقد استراح شعراؤنا من الوطنيات والقوميات و (المناسبات) وتعلقوا بذيل فكرة (الفن للفن) إلى الانتفاع بذكري حافظ إبراهيم.

(العباس)

<<  <  ج:
ص:  >  >>