لابوردي - (وكأنه يكلم نفسه) ولم؟ ما ابسط هذا الفتى!
كاوودال - تعال معي
حنا - دعني بالله (يمتنع فينصرف كاوودال ومن معه إلى المصنع)
كإنني في حلم. هذه هي السعادة التي يتغنون بها!
(هنا يسمع ضجيج المجتمعين في المصنع وهم يغنون):
نماذجُ المصنَعْ ... سافو لها تاجُ
جبينها يسطعْ ... كالتّبرِ وهَّاج
سُبحان من أبدع ... جماَلها سافو
ماذا اسمع؟ كل شيء في هذا المصنع يشد أعصابي. فأين أنا من قريتي كنز السكون والنور؟ ومن خمائلها يحمل النسيم ارجها فيعطر الأرجاء. لقد كنت في المساء أجوب غاباتها النضرة فتهزني الأحلام، وهواؤها العليل يشدو ومن خلال أوراقها فأنسى قسوة الشتاء. قريتي التي تفيض بالأمل والحب ما أبعدها ألان عني!
(يسمع هرج في المصنع وضحك طويل ثم يخرج بعضهم يتعقب فني)