كم لهذا الربيع فلسفة تح ... لو وكم للربيع من ألوان!
فهو يصدر في شعره هذا عن طبيعته المرحة الطروب، وهو الذي لا تفارق الابتسامة ثغرة، ولا النكتة حديثه! وانظر إليه وهو يقول في قصيدته (مناجاة القمر) هذا الشعر الجميل: -
يا بدر. . . يا سلوة للقلب شافية ... إذا ألح عليه الهم والضجر
ويا رقيباً على العشاق مؤتمناً ... السر عندك مكنون ومدخر
ويا حسيباً جرت أسطار صفحته ... بالخير والشر مما قدم البشر
يا من تموت وتحيا. . ثم لا هرم ... يبدو عليك ولا ضغف ولا كبر
يا من تعيش بأعمار مجددة ... وكل يوم ترى الأعمار تهتصر
يا قيصراً عرشه الدنيا وما وسعت ... وجنده الأنجم الوضاءة الزهر
يا صورة من جمال الله مشرقة ... والشاعر الحق تسبى لبه الصور!
دعني أسامرك في جد وفي هذر ... ففي لياليك يحلو الجد والهذر
كم ليلة لحت فيها شاحباً أرقاً ... كأنما شفك التطويف والسهر
أو ضقت بالظالم يغشى الأرض قاطبة ... أأنت مثلي طريد الظلم يا قمر؟
وبعد: فإن كتاباً يضم بين دفتيه أمثال هذين الشاعرين يجوز أن يتخرص عليه المتخرصون ويأفك به الأفاكون، ويقولون طبعوه في مطبعة حكومية؟ إلا ليت المطابع الحكومية تخرج للناس - على نفقتها لا على نفقة المؤلفين - كل يوم كتاباً هكذا فذلك أجدى على الناس وعلى الدولة مما تخرج من إحصاءات وأرقام ومناشير لا غناء فيها ولا طائل وراءها. . . .