المعاني بالتعبير عنها بصيغة السؤال والجواب أو بأسلوب الحكاية لما في ذلك من البيان والتأثير فهو يدعو بها الأذهان إلى ما وراءَها من المعاني) ص ٢٨٠ جـ١ طبع سنة ١٣٤٦هـ.
ويمضي صاحب المنار في شرح هذه الحقيقة إلى أن يقول: قال الأستاذ الإمام ما مثاله. وتقرير التمثيل في القصة على هذا المذهب هكذا. إن إخبار الله الملائكة بجعل الإنسان خليفة في الأرض هو عبارة عن تهيئة الأرض وقوى هذا العالم وأرواحه. الخ القول إذا بأن بعض القصص القرآني قصص جيء بها لتمثيل المعاني قول معروف لدى رجال الدين وطريقة معروفة لدى المفسرين، وجرى عليها إمام من أئمة الدين هو الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده.
جريت أنا على هذه الطريقة يدفعني إليها غرض ديني هو تخليص القرآن من مطاعن الملاحدة والمستشرقين. وتفسير المسألة يرجع إلى أن هؤلاء يبحثون عن العلاقة بين القصص القرآني والتاريخ اتفاقاً واختلافاً وينتهون من ذلك إلى أن في القرآن أخطاء تاريخية.
أما موقفي فيتلخص في أنه الدراسة على هذا الأساس خاطئة لأن القصص القرآني لا يدرس على أساس أنه قد جاء لتعليم التاريخ أو شرح حقائقه وذلك حيث قلت في ص ٥ (كما نجد المستشرقين يلجون من نفس الباب فيطعنون على النبي والقرآن حين يوردون بعض الاعتراضات وحين يذهبون في فهم القصص القرآني مذهب أصحاب التاريخ فيبتعدون بذلك عن المذهب الحق في فهمه وهو أنه قصص وقصص ديني يقصد منه غير ما يقصد من التاريخ.) مذهب الأستاذ إذا هو الذي يجنبنا كل هذه الأشياء ومن أجل هذا اعتمدته وجريت عليه.
ومن أجل هذا قد ينال القارئ العجب من أن يقف الأستاذان مني هذا الموقف. لكن للمسألة سراً قد يتضح لدى القارئ بعد قليل.
وتبقى بعد ذلك مسألة الأساطير.
وهي مسألة حلها القدماء من المفسرين وهو حل يجري مع ما يقول به الأستاذ الإمام في تفسير القصص القرآني.