يطبع ولم نطلع عليه؛ وله ديوان حماسة من الشعر العرب استدرك به على أبي تمّام مافاته؛ و (مفتاح الإنشاء) لم يكمله، وأخذ في أواخر أيامه في جمع شعره ونثره وترتيبه في ديوان، ولا أدري ما فعل الدهر به.
وكان رحمه الله غريب الأطوار، سريع الغضب سريع الرضا، مع صفاء الباطن، له شذوذ في أخلاقه يتحمله من عرفه وعاشره، أسمر اللون، أسود اللحية والشاربين كبيرهما، أميل إلى الطول، له هزة وتبخير في مشيته لمرض كان أصابه في ظهره ورجليه. ولما انتقل إلى مدارس الأقاليم صار يحضر إلى القاهرة في فترات فينزل عندنا ويجتمع به إخوانه وأصدقاؤه في ليال كنا نحييها بالمطارحات الأدبية وإنشاد الأشعار.
ومات لم يعقب غير بنتين زوجهما في حياته، رحمه الله.
الشيخ أحمد وهبي
كان طالب علم فقير ثم تزوج بإحدى الموسرات فحسنت حاله وفتح له حانوت طرابيش بالغورية جعلها مجتمع الأدباء والشعراء ولم ينجح في التجارة فتركها وأخذه الشيخ مصطفى سلامة النجاري معه في الوقائع المصرية وجعل محرّراً ثانياً بها ثم فصل وتقلبت به الأحوال فاتصل بأسرة المويلحيّ ثم بالشيخ علي أبي النصر شاعر الخديوي إسماعيل باشا فسعى له في الاستخدام بنظارة المعارف فلم يوّفق.
احمد تيمور
(الرسالة) بهذه الترجمة انتهى ما كتبه العلامة الجليل المرحوم أحمد باشا تيمور من تراجم علماء القرن الرابع عشر وأدبائه، وسيدرك القراء ولا ريب حزاز من الأسف على انقطاع هذه السلسلة الفريدة في روحها اللطيف، وأسلوبها العذب، ومعرضها المشرق، وصدقها الأخاذ، وطابعها الجميل. فهل لشيخ من شيوخ الأدب اجتمعت له مزايا الفقيد من فهم العصر، وملابسة الأشخاص، وتذوق التاريخ، وتوخى الايجاز، وصراحة اللهجة، يصل ما انقطع من هذه السلسلة؟ ومَنْ أحق بهذه الخدمة الجليلة للأدب والعلم والوطن من الأستاذ عبد الوهاب النجار؟