لمدة ثلاثة أيام ثم مرتين في اليوم لمدة ثلاثة أيام أخرى. وقد وجد أن نسبة الوفيات في الحالات التي عولجت بالسافاجوانيدين حوالي الواحد في المائة على حين أنها بلغت في الحالات الأخرى التي حرمت منه حوالي ٣٨ في المائة، أما الحالات التي عولجت بمركبات السلفا وبحقن البلازما أي في الوريد بقصد مقاومة الجفاف الذي يقاسي منه هؤلاء المرضى فنسبة الشفاء مائة في المائة. ولقد ثبت أن هذه الطريقة الأخيرة تؤدي إلى نتائج رائعة. ولكن إياكم أن تتهافتوا على شراء هذه المادة كما فعلتم بالسلفاجوانيدين فهي غالية الثمن إذ يبلغ سعر زجاجتها حوالي الاثني عشر جنيهاً ولن يلجأ إليها إلا إذا جد الجد لا سمح الله. وحرام أن تحرموا منها من هو أحق بها منكم أعني الذي أصابته لوثة الميكروب. والرأي العلمي السائد أنه متى توفرت هذه المادة فلن نسمح لجرثومة الكوليرا أن تعصف ببني البشر من الآن فصاعدا.
فنصيحتي أن نقابل الوباء بشجاعة وجنان ثابت فإن الكوليرا كمرض فتاك في طريقها إلى المؤخرة بعد أن عمل الطب جهده. ولكن يجب ألا ننسى في غمرة الفرح بنشوة الانتصار أن نشكر ذلك (النبي) المرسل الذي خلقه الله ثم سواه فصار طبيباً. انحنوا معي لطبيب المعمل الذي يسهر الآن ليأخذ بيدكم مجتازاً بكم ذلك الجسر الضيق الذي يصل السلامة بالفناء مخاطراً بحياته دون أن يبالي بالخطر المحدق به. وكل ما يطلبه منكم أن تتمسكوا بأصول الوقاية في المنزل والشارع وهو مطلب لو تعلمون سهل بسيط. وليكن رائدكم الثبات فإن الحكومة ساهرة بشكل يستدل الإعجاب. وهي تبذل جهداً كبيراً كان يمكنها توفير بعضه لولا أنها تعامل شعباً نصفه جاهل وربعه غافل. أعانها الله.