ونعم ما أراد ونحن العرب نقبل منهما هذا التحريض الخبيث، لأننا نريد أن نقاتل اليهود قتالاً لا هوادة فيه، فان دمائنا ليست أغلى من حريتنا وشرفنا وديننا. ولعل أمريكا قد سمعت لألئك الأفاقين اليهود الذين يزعمون لها أننا نهدد على غير طائل وإنما هي جعجعة ولا طحن لها، فآثرت أن تكشف سوءتها وقبيح نيتها للعرب وتصالح اليهود وتتملقهم وتحطب في حبالهم. فلتعلم أميركا ولتعلم بريطانيا أنا لسنا كاليهود ولسنا كسواهم من الذين يجرؤون لأنهم يحملون أسباب الغدر والخيانة والابادة، فلوا لقوا أعداءهم وجهاً لوجه لفروا واندحروا صاغرين. إن العرب ليريقون دماءهم في سبيل الحرية والشرف والنبل وان كانت كثرة السلاح مما يعوزهم، وفرق بين النذل الجبان والشريف الشجاع، فهذا يكون اقل السلاح حصناً له وحافزاً ومحرضاً، وذلك إذا رأى حملة صدق انتثرت نفسه وطار قلبه وألقى عدته وسلاحه واغمض في الأرض هارباً. فهذه يهود وهذا نحن أيها المخدوعون. . .
إن بريطانيا وأميركا وصحافتها قد أعلنت لنا بأحقادها فلنعلن نحن أحقادنا. وإن يهود قد استغرت بقوتها وبمعونة بريطانيا وأميركا ومظاهرتها لعدوانها علينا، فلا تأخذنا بعد اليوم رحمة يهود، فقد رحمناهم يوم اضطهدوا، وآويناهم أيام شردوا، وأفسحنا لهم بلادنا وقد طردتهم الأمم المسيحية القديمة طرد الكلاب الجربى، ولكنهم أنكروا ذلك ونسوه، وعضوا اليد التي مسحت آلامهم وجروحهم على مر العصور. ونعم ما فعلت يهود، فإنها قد أيقظتنا من غفلتنا، ويسرت لنا أن ننقذ العالم عاجلاً أو آجلاً من عربدة هذا الجيل الذي طهر الله أسلافهم، وصب لعنته على الإخلاف لعنة باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها. . .