للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من السماء بكل دقة وأمانة، كما أنها تزيد من قدرته على الملاحظة، فالجسم الضعيف النور قد لا يؤثر في العين باستمرار النظر إلى موضعه، ولكنه يؤثر في اللوح الحساس باستمرار تعريضه إليه عدة ساعات، وأحياناً عدة ليال، وذلك بادرة التلسكوب إدارة تعادل حركة الأرض، فيصبح اللوح دائماً في مواجهة الجزء المارد تصويره.

الكشف عن بلوتو:

قلنا إن الأستاذ (برسيفال لول) كان قد تنبأ في أوائل القرن الحالي بوجود تابع تاسع لمجموعتنا الشمسية، وقد تكمن فلكيو مرصد (لول) في (أريزونا) من الكشف عن هذا السيار، وبذلك أصبحت التوابع المعروفة لشمسنا تسعة إذا استثنينا مئات التوابع الصغرى التي تقع بين مداري المريخ والمشتري، والتي قد تكون بقايا سيار منفجر أو متحطم ابتدأ البحث عن هذا السيار الجديد بأن عرضت الألواح الفوتوغرافية إلى أجزاء السماء المشتبه فيها مدة من الزمن تكفي لانطباع أثار كل ما في السماء على الألواح، وتكررت هذه العملية في الليالي المتتالية، ثم امتحنت الألواح المختلفة فلوحظ أن جميع النقط اللامعة لم تغير مواضعها بالنسبة لبعضها البعض، إلا نقطة واحدة جعلت تسبح بين مواضع النجوم الثابتة، فكانت هي السيار المنشود مادامت جميع السيارات المعروفة بعيدة عن الموضع المصور، وبهذه الطريقة تم الكشف عن السيار التاسع، فان الفلكي الشاب مستر (كليد تمباو) لاحظ بامتحان لوحين أخذا في ٢ مارس سنة ١٩٣٠، ٥ مارس سنة ١٩٣٠ أن نقطة لامعة قد غيرت موضعها تغييراً محسوساً.

وبذلك يكون هو أول من كشف عن (التائه) التائه. وكان بعده عن الأرض في ذلك الوقت ٤٠٠٠ مليون ميل، أي أن الضوء المنعكس عن سطحه يصل إلى الأرض بعد خمس ساعات ونصف ساعة من وقت انعكاسه، وقد سمى بلوتو (آله العالم السفلي)، وهو الاسم الذي أطلقته عليه فتاة كان سنها ١١ عاماً تدعى (فينيتا). وهي ابنة أخي الأستاذ (مادن) أستاذ العلوم في كلية (ايتون) ولا يعرف الآن كل شيء عن هذا السيار، وذلك لبعد المسافة التي تفصلنا عنه، ولكن مداره حول الشمس قد عرف بدارسة الألواح الفوتوغرافية التي يظهر فيها من وقت لآخر، ويعتقد أنه يعادل الأرض حجماً، ولكنه أكبر منها كتلة، فمادته أكثر كثافة من مادة الأرض.

<<  <  ج:
ص:  >  >>