للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المواد الثائرة. فالكهرطيسية في نظرهم هي تلك الأمواج الأثيرية. وهي ما يسمونه بالإشعاع

ولكن هذا التعليل الكهرطيسية (التي منها النور) لم يكشف لهم أسرار الوجود. فقد رأى العلماء في سياق أبحاثهم أن هذا الإشعاع ليس مجرد صدم المادة أو ذراتها لبحر الأثير بل هو أيضا انتثار ذريرات من الجسم المادي في هذا البحر (ويسميها العلماء فوتونات) وهي من ضرب ذربرات الأثير بعينها. وبعض العلماء يعتقدون أن مادة الأكوان مؤلفة من فوتونات الأثير. أي إن الأثير هو اصل المادة - هو الهيولي.

ولهذا وجد العلماء أنفسهم أمام نظريتين مختلفتين بشان النور وكل إشعاع كهروطيسي: الأول أمواج أثيرية يحدثها اصطدام ذرات المادة ببحر الأثير. والثانية تدفق فوتونات المادة في هذا البحر انحلت إليها ذرات المادة، فجرت فيه كما يتدفق ماء المطر في البحر فيجري فيه. وهذا سمى تجايمس تجينز هذا الإشعاع الكهرطيسي مشتقة من وبغية جمع النظريتين في نظرية واحدة.

أعود إلى مظنة الزهاوي إن الله الأثير

والظاهر أن الزهاوي بقوله هذا يريد أن يعرفنا بحقيقة الله في الطبيعة فخاب قصدا. لان المفهوم من معنى الألوهية عند الكتابين أن الله روح غير منظور سرمدي (أبدي أزلي) خالق كل شئ وقادر على كل شئ وموجود في كل مكان وكل زمان وهذا الوصف لا ينطبق على طبيعة الأثير في كل شئ لا ينطبق عليه في أن الأثير خالق كل شئ بل كل المادة الكونية مؤلفة منه ولكنه لم يؤلفها هذا في رأي علماء هذا العصر. وليس الأثير قادر على كل شئ أو ليس له قدرة ولا قوة بحد ذاته وإنما هو الوسط الذي تتحرك فيه مادة الأكوان.

ولو قال إن قوة الجاذبية هي الله أو أنها الأداة التي في يد الله وبها يحرك الله الأكوان جميعا، وكل حركة كلية أو جزئية صادرة من قوة الجاذبية لربما اقترب من الحقيقة لان الجاذبية قوة سرمدية موجودة في كل زمان ومكان وبها تتحرك جميع الأكوان عظيمها وصغيرها من أدق الحركات الكونية إلى اعظم حركات الأجرام الفلكية. والله اعلم

نقولا حداد

<<  <  ج:
ص:  >  >>