أرسلك إحدى شركات السينما نسخة من الفلم المصري (سفير جهنم) إلى نيويورك لكي يعرض هناك. وهذا حسن لأنه خطوة في سبيل ما يرجى للفلم المصري من الرواج في البلاد الأجنبية وأخذ مكانه في فن السينما العالمي.
ولكن قال النبأ: وعرض (سفير جهنم) على الرقابة الأمريكية لكي تجيز عرضه. وجلس الرقيب يشاهد الفلم، من جاء منظر ترقص فيه هاجر حمدي، فإذا الرقيب يصيح: قف. ثم يأخذ رقم المنظر. ويمضي العرض. . ومرة أخرى يصيح الرقيب: قف. ثم يأخذ رقم منظر آخر. ثم يأمر بقص المنظرين ويقول في تقريره عن المنظر الأول (يحذف منظر الفتاة التي ترتدي ملابس الرقص وترقص بطريقة فاضحة) ويقول عن المنظر الثاني (تحذف الحركات التي تأتيها الفتاة بجسمها في أثناء الرقصة)
وتحذف الرقابة الأمريكية المنظرين الفاضحين المخلين بالآداب واللذين مرت بهما رقابة الأفلام بالقاهرة مر الكرام. .
ورقابة الأفلام المصرية لم تخص سفير جهنم بالكرم والتسامح، وإنما يعم فضلها سائر الأفلام. وليس الأمر مؤسفاً من ناحية الآداب العامة فحسب، وإنما هو مؤسف أيضاً من الناحية الفنية. . ذلك أن القوم عندنا يسترون العجز في الفن بالاستثارة المخزية والإضحاك الفارغ، وإنك لتراهم يعلنون فيقولون شركة كذا تقدم فلاناً وفلانة في فلم كذا. . فالمقصود فلان الذي يضحك (الطوب) وفلانة التي. . .
أما الفلم وقيمته الفنية فشيء يأتي في المرتبة الثانية على أحسن تقدير.
ولا أنسى منظر إحدى الملهيات وقد قامت في الحفل تؤدي مهمتها، وأمر ما لم تكن في تلك الليلة (متحلية) فأعدى جمودها الجمهور، فران عليه الفتور. . . وما أن حركت الفتاة جسمها فتثنت وهزت ما برز منها، حتى صحا النائم وتنبه الغافل. وشارك الرقص التصفيق (على الوحدة!)
فهذه الفتاة لما لم تستطع التأثير بالفن لجأت إلى غير الفن مثلها في ذلك مثل كبير من الأفلام!
وأنظر. . . لقد كنا ندعو إلى عدم محاكاة الأجانب في استهتارهم وتبذلهم، فإذا نحن نسبقهم حتى يخشوا على أخلاقهم منا! وإذا نحن وهم كما قال أبو نؤاس: