والمسئولين كان أزكى روائحه الرشوة والشح والسرقة والتواكل والتخاذل والتفريط والقسوة. . . وكل هذه الموبقات مشتقات من مصدر واحد هو الأثرة!
وهذه هيئة الأمم المتحدة، كنا نظن لفرط ما عانى الحلفاء من أهوال الحرب، وكابدوا من نتائجها، أنهم يقيمون العالم الجديد على قواعد الميثاق الأطلسي الأربع؛ فلما تقدمت مصر وفلسطين إليها تستعديان قوى ميثاقها على بغي إنجلترا وجور أمريكا لم تجدا في قاعة مجلس الأمن إلا مجمع الوحوش والبهائم الذي تخيله (لافونتين) في الغاب!
أن الرجل يعمل لنفسه ثم لأبنائه، وأن الحزب يعمل لرئيسه ثم لأعضائه، وان الشعب يعمل لمليكه ثم لوزرائه؛ فمن زعم أن الأنانية تتجه إلى الغيرية، وأن الحزبية تعمل للوطنية، وأن الوطنية ترمي إلى الإنسانية، فقد زور على الإنسان وكذب على الطبيعة!