للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لم ينق اللفظ بها ... فالتمست عند الحدق

وددت لو يتسع المجال فأقتبس من شعر الشاعر ما ينهض الدليل الذي لا يدحض على أنه استطاع أن يجعل أبطال الرواية يعيشون في المواقف التي تخيلها هو، ولكن ذلك متعسر بسبب الحوار، والحوار جماله في سماعه، وسحره في تراشق المتجاورين بالكلام الممزوج بالانفعالات النفسية التي تتماوج مع الصوت، وترتسم على الوجه، وتبدو في الحركة والإشارة. وبرغم ذلك أجدني ملزماً بنقل قطعة من حوار غير متقطع قام بين الجاسوسة الأسبانية وبين الجارية الأسبانية التي تبناها الناصر وأحبها ولي عهده، وإني أدعو إلى الاستمتاع ببديع الحوار والفاء بين شفتي (شفق) أمينة رزق الممثلة البارعة، والاستهداف لشظايا الضغينة والحقد والانتقام تقذفها من جوارحها (منى) فردوس حسن، الممثلة الممتازة البارعة.

منى:

أمة أنت في الذؤابة منها ... ذاقت الذل بعد عز رفيع

في بلاد ديست وشعب تردى ... في قرار من الهوان وضيع

هتك الغاصبون من كل علج ... مسلم. . . ستر مجدها الممنوع

أو سعونا مذلة يا أبنة العم ... فعشنا نلتذ طعم الخضوع

كالأرقاء والعبيد يرون البغى ... حقاً للسيد المتبوع

يا ابنة العم.

شفق:

فاصمتي لاتهيجي ... حزة النفس بعد طول هجوعي

أنا بنت الخليفة السمح أفد ... يه بنفسي وعترتي وجموعي

الوفاء الكريم يعمر قلبي ... والوداد القيم ملء ضلوعي

منى:

أوفاء لمن رماك فاصم ... اك فاجلاك عن حماك المريع

لم يغفل المؤلف الشاعر عن تصوير الملك وجلالة الملوك، ولم يتورط في رسم سجايا غير سجاياهم وخلائق ليست خلائقهم، بل أطلق ريشة رسام (سياني) تستوي عنده الفوضى

<<  <  ج:
ص:  >  >>