ك - نعم يا سيدي! أنا كوهين بن بنيامين، وطني الأرض الموعودة، وقومي اليهود، وإخواني الصهيونيون، وحاخامي الحق هو الذي يتلو علي كل صباح قول الرب في سفر التكوين:(في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات)؛ وإذا كان لك فلسطين المسجد الأقصى، ولمرقص مهد المسيح، فإن لي فيها وعد إبراهيم ونسكه، وهيكل سليمان وملكه! ومن قال لك غير هذا من اليهود فقد اتقاك، والتقية من وصايا الدين والسياسة!
ح - لسنا ندافع عن فلسطين لأن فيها المسجد الأقصى والقريب الأدنى وحسب، إنما ندافع عنها الآن لأن فيها مع ذلك الخطر الذي تصرح به الآية التي تلوتها أنت من سفر التكوين. . . وكان الطن بك يا كوهين، ومن ثرى مصر هذا الشحم الذي يترجرج عليك، ومن نيل مصر ذلك الذهب الذي يجري في يديك، أن تنهض لمثل ما أنهض له عن سماحة نفس وطيب خاطر. .
لم يستطع ابن يهوذا أن يسمع بقية الحديث، فترك الكمبيالة على المائدة وقام حردان يده إلى مرقص يده إلى مرقص ليصافحه، وعينه إلى حسن ليقول له:
إن الدين والجنس والوطن هي الأقاليم اليهودية، ألفاظها ثلاثة ولكن معناها واحد!