أراد السلطان أن يشيد لزوجه بناء يضارع مكانتها في قلبه، ويعرب عن حبه ووفائه وحزنه، فتحدى كل من شاد الملوك، وما أبدعت فيه أيدي الصناع، فشاد هذا البناء جميلاً كممتاز محل، عظيماً كحب شاه جهان ووفائه، بل أقام تمثالاً للجمال والحب والوفاء، كما أبدع فيها خيال الشعراء.
دعا المهندسين من أقطار الأرض، فخطوا ما شاءت خبرتهم وقدرتهم، فأختار واحدة من الخطط اتخذ لها نموذجاً من الخشب شيد على مثاله البناء الرائع، وحشر مهرة الصناع من الأقطار، وكان منهم النقاش محمد عيسى أفندي من الروم (تركيا)، ومحمد شريف من سمرقند، وكان لكل منهم ألف روبية في الشهر.
وأشرف على العمارة الأمير عبد الكريم ومكرمت خان، وعملت أيدي البناءين والنحاتين والنقاشين، وقدرة السلطان وثروته في هذا البناء ثمانية عشر عاماً كالحقبة التي أمضتها السيدة في صحبة زوجها، فتم سنة ١٠٥٧هـ (١٦٤٧م) هذا التمثال المعجز في بلاغة البناء.