للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من التيمن كل أرض الكنعانيين ومغارة التي للصيدونيين إلى أفيق إلى تخم الأموريين وأرض الجبلين وكل لبنان نحو شروق الشمس من بعل جاد تحت جبل حرمون إلى مدخل حماة، جميع سكان الجبل من لبنان إلى مسرفوت مايم جميع الصيدونيين، أنا اطردهم من أمام بني إسرائيل).

فأرض الميعاد التي تتغنى بها الصهيونية أرض واسعة تشتمل على العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وشرق الأردن وكل الأراضي التي لم يتمكن أنبياء وملوك بني إسرائيل من امتلاكها.

والصهيونية تدين بالقومية المتطرفة التي تعلو على قومية (الوطنية النازية) التي حاربها الحلفاء فإنهم ينظرون إلى أنفسهم بنظرية (الجنس المختار) و (الشعب الذي وضعه الله فوق الشعوب، ولذلك فهي تنفر من سائر شعوب الأرض وتنظر إلى نفسها نظرة إعجاب وكبرياء وقد استمدت نظريتها هذه منذ القديم حيث جاء في التوراة (لأنكشعب مقدس للرب إلهك وقد أختارك الرب لكي تكون له شعباً خالصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض). وتدين بالقوانين التي وضعها (عزرا) (فاعترفوا الآن للرب إله آبائكم واعملوا مرضاته وانفصلوا عن شعوب الأرض وعن النساء الغريبة). تلك القوانين التي غدت نموذجاً لقوانين (نورمبرك).

إن الصهيونية لا تقبل إلا بإحياء الدولة اليهودية المتطرفة، ولا ترضى بفلسطين وحدها، جاء في كتاب (الدولة اليهودية تتحقق) (لهوبرت بولاك) أعلن بوضوح في المؤتمر الصهيوني العشرين وفي مناسبات علنية أخرى أن مشروع تقسيم فلسطين هو أصغر من أن يحل المشكلة اليهودية، ولهذا السبب فإن مثل هذه الدولة لا يمكن أن تتفق مع الأماني اليهودية، ولا مع روحية الصهيونية، ثم إن فلسطين نفسها لا يمكن أن تحل المشكلة اليهودية لأنها أصغر من أن تحل هذه المعضلة، فلابد من ضم شرقي الأردن؛ لأنها في حالة ازدحام فلسطين ازدحاماً تاماً لا يمكن أن تتسع لأكثر من سبعة ملايين نسمة. وفي حالة تقدم الدولة تقدماً كبيراً فسيكون بها حوالي ثلاثة ملايين من العرب، ولذلك فإنه لا يمكن أن تتسع هذه الدولة في مثل هذه الظروف لأكثر من أربعة ملايين يهودي، وإذن لا يمكن أن تتكون دولة يهودية بدون شرقي الأردن).

<<  <  ج:
ص:  >  >>