المقاعد الرخامية الأربعة في جوانبها فيتأمل في هذه المرآة الرائعة صورة التاج. فيحار طرفه بين المنظرين، وينقسم إعجابه بين الصورتين. فإذا راقه هذا المنظر جلالاً وجمالاً وملأه روعة وإعجاباً، هبط إلى التاج، إلى حرم الجمال المائل أمامه فينتهي المسير إلى دكة فسيحة من الحجر الوردي تحيط بالبناء تعلو عن الحديقة خمس درجات يتقسمها أحواض للماء ومجار. وفوقها الدكة العليا الرخامية التي هي قاعدة هذا التمثال المسمى بالتاج، فيخلع نعليه إكباراً لهذا الجمال وإجلالاً فيصعد إحدى وعشرين درجة إلى الساحة العليا فوق الدكة الرخامية الرائعة. وعلى زوايا هذه الدكة أربع منارات عالية ضخمة كلها من الرخام الأبيض وهي منفصلة عن البناء في منظر متناسب متناظر، ثم يتقدم إلى الحرم الرائع في جملته، المحير في تفصيله؛ إذا نظرت إليه كله راعتك القبة البيضاء وحولها قباب صغيرة في أركان البناء بينها منارات صغيرة في جوانبه الأربعة ومنظر الباب والشبابيك الرخامية، أبدعت فيها الهندسة وتم فيها التناسب والتناسق.
وإذا تأملت تفصيله، رأيت من دقائق الصنعة في النحت والتشكيل والتحلية والترصيع والكتابة إبداع الصنعة وإعجاز الفن.
وتصعد أربع درجات أخرى، وتقف أمام الباب فتقرأ أعلى الطاق العالي أول سورة يس كأنها تعويذة لهذا الجمال من العين، ولكن جمال الخط في حاجة إلى تعويذة كذلك. وترى حول الباب سورة تبارك. وتحتها:(كتبه الفقير الحقير أمانت خان الشيرازي سنة هزار وجهل وهشت هجري مطابق دوازدهم سنة جلوس مبارك وترجمة التاريخ:
(سنة ثمان وأربعين وألف هجرية المطابقة السنة الثانية عشرة من الجلوس المبارك) (يعني جلوس شاه جهان).
وتدخل وفي النفس ما فيهان فتخطو خطوات إلى درج يهبط إلى حجرة واسعة فيها قبران. في وسط الحجرة ضريح (ممتاز محل). ومن أجلها بنى زوجها شاه جهان هذا البناء كله، والى جانبه قبر أكبر منه هو قبر هذا الزوج الوفي. ويقال إنه أراد أن يبني لنفسه مزاراً آخر من الرخام الأسود على الشاطئ الآخر من نهر جمنه كأنه أراد أن يقوم مزاره أمام هذا التاج في ثياب الحداد أبد الدهر. ولكن ابنه وخليفته أورنك زيب (زينة العرش) وكان مقتصداً زاهداً آثر أن يدفن أباه بجانب زوجه.