وقوع الكارثة حتى إذا ما مرت اختفت هذه الملفات لتظهر مرة أخرى عند حدوث الكارثة التالية. أن في الولايات المتحدة حالة في وادي التيس تشبه حالتنا، قد كانت الأمطار الغزيرة والسيول المدمرة تكتسح الوادي من وقتاً لأخر فتهلك الزرع وتجرف معها تربة الأرض نفسها فتتركها جرداء لا تصلح للزراعة إلا بعد مشقةوتبع ذلك حتما أن عاش سكان هذا الوادي في ذعر مستمر يحاربون الطبيعة ولا معين، ويتلقون النكبات ولا منقذ، إلى أن قام أولو الأمر فنفذوا المشروع المناسب لمواجهة هذه الحالة فحفروا القنوات لحصر جريان الماء حيث يريدون، وأقاموا الخزانات والسدود، وانشئوا الجسور فخلقوا من الذعر طمأنينة، ومن البؤس والفقر سعادة وثراء، وأصبحت هذه الجهات جنات خضراء يعيش أهلها ألان في نعيم مستديم وزيادة على ذلك فقد أمكن توليد القوة المحركة من مساقط المياه فيها فزادها رفاهية وخيرا عميماً. أما نحن فسوف يأتينا الفيضان الخطر التالي ونحن كما تجدنا ألان! فهل هذا يجوز؟
إذا كان هناك من الأسباب ما يبرر هذا الإبطاء أو التأجيل فلينبئنا به أولو الأمر إذا كانت الصعوبة مالية أو فينة حتى لا تصبح عرضة للوم أو التنديد.
إننا نريد أن نثبت للشعب أن الرجال الذين يشرفون على شئونه ساهرون على مصلحته يعملون على إصلاح هذه الشئون وهذه واحدة من عدة مسائل أخرى أرى ضرورة الكتابة عنا إذا ما أردنا الخير لهذا البلاد.