في (تاريخ الولاة) للكندي: لما ولى (مصر) أبو صالح يحيى بن داؤد من قبل المهدي، وكان من اشد الناس سلطانا، وأعظمهم هيبة - منع من غلق الأبواب بالليل، ومنع أهل الحوانيت من غلقها حتى حطوا عليها شرائح القصب تمنع الكلاب منها. ومنع حراس الحمامات أن يجلسوا فيها وقال: من ضاع له شئ فعلي أداؤه فكان الرجل يدخل الحمام فيضع ثيابه ويقول: يا أبا صالح احفظها فكانت الأمور على هذه مدة ولاته.
في (تاريخ الولاة) للكندي: ولى مصر عيسى بن منصور سنة (٢١٦). فانقضت اسفل الأرض كلها عربها وقبطها واخرجوا العمال، وخالفوا الطاعة وكان ذلك لسوء سيرة العمال فيهم. وقدم المأمون مصر سنة (٢١٧) فسخط على عيسى بن منصور، وأمر بحل لوائه وبلباس البياض، وقال: لم يكن هذا الحديث العظيم إلا عن فعلك وفعل عملك: حملتم الناس مالا يطيقون وكتمتوني الخبر حتى تفاقم الأمر واضطرب البلد!
٩٦٧ - إن لاتصال حقا في أموالنا لا في أعراض الناس
وأموالهم
في (مواسم الأدب):
قال: الربيع للمنصور: أن لفلان حقا فان رأيت أن تقضيه، وتوليه ناحية فقال يا ربيع: أن لاتصاله حقا في أموالنا لا في أعراض (الناس) وأموالهم. أنا لا نولي للحرمة والرعاية بل للاستحقاق والكفاية. ولا تؤثر ذا النسب والقرابة على ذي الدراية فمن كان منكم كما وصفنا شاركناه في أعمالنا. ومن كان عطلا لم يكن لنا عذر عند الناس في توليتنا إياه، وكان العذر في تركنا له وفي خاص أموالنا ما يسع.
٩٦٨ - أدبنا الله قبل معرفتنا بحكمة ارسطاطاليس
قال أرسطو للإسكندر: ليكن ملكك في البلاد بالتودد إلى أهلها لا كقهر الراعي غنمه بالعصا، فانك في طاعة المودة احمد بدءا وعاقبة من طاعة والاستطالة.
فحدث بهذا القول المأمون فقال: لقد حث على التودد فاحسن، وقد أدبنا الله قبل معرفتنا بحكمة ارسطاطاليس (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).