للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكم نعمتُ أنا في هذه الجنة وتفيأت ظلالها حتى ما أطيق أن أخرج منها، ولكم عدت إليها، أجل كم عدت إلى هاتيك المقالات أكثر من مرة فما زدت إلا استمتاعاً بها وبأدب صاحبها ولكم أعجبت بهدوء نقمته وصدق نظرته وعمق فكرته وحلو فكاهته ورقيق سمره، كل أولئك دون أن أحس أنه قصد إلى شيء من هذا، وهذا هو فن الكتاب، وهذا هو أدب المقالة كما بينه المؤلف في مقدمة كتابه، ثم هذا هو سر الجمال في هذا الكتاب البديع. ولقد خاطب المؤلف الفاضل قارئه في صدر كتابه بقوله (أنشدتك الله لا تحكم على قيمة هذا الكتاب بقيمة كاتبه، إن كاتبه ليرجو أن يكبر في عينيك بهذا الكتاب. . . أنشدتك الله لا تحكم على هذا الكتاب بمعيار قادة الأدب في بلادنا؛ إنما نشرت هذا الكتاب لأناهض به أولئك القادة فكأنما بهذا الكتاب أقول: من هنا الطريق يا سادة لا من هناك)،

زكي يا صديقي. . . هات، هات من أحلام جنتك فإنا إلى مثل هذا الأدب عطاش.

الخفيف

إخوان الصفا

تأليف الأستاذ عمر الدسوقي

الأستاذ بكلية دار العلوم

إخوان الصفا جماعة بارزة بين مفكري الإسلام، يعتز الباحثون بآرائهم، وإن اختلفوا في حقيقة أمرهم، وقد كتبت عنهم رسائل صغار، ومقالات قصار، ولكن الأستاذ عمر الدسوقي قصر كتابه هذا عليهم، وتفرد ببحوث مفصلة عن عوامل ظهورهم، وروافد ثقافتهم وحقيقتهم، وناقش المرحوم أحمد زكي باشا مناقشة عنيفة في نسبته هذه الرسائل إلى مسلمة بن قاسم الأندلسي وفي نفيه أن المجريطي ألف رسائل مثلها، ثم كان له السبق في تجلية آرائهم، وجمع شتاتها، والموازنة بينها وبين آراء من سبقهم أو جاء بعدهم من فلاسفة الشرق والغرب، منتفعاً بدراسته العربية في كلية دار العلوم وبثقافته الغربية في جامعة لندن، ثم تميز ببحث قيم مبتكر عن آرائهم في التربية.

عقد المؤلف الفصل الأول لدراسة الحياة السياسية في القرن الرابع؛ لأنهم ثمرة عوامل عدة منها الحالة السياسية (والكائن المستقل عما قبله وما بعده والذي لا يتأثر بشيء مما حلوه

<<  <  ج:
ص:  >  >>