للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكانت وقفة القطار التالية في لاهور، وبينها وبين أمر تسار مسير نصف ساعة.

مدينة لاهور

هي عاصمة البنجاب. وكان الظن أن تكون عاصمة دولة الباكستان ولكن الحوادث جعلت كراتشي العاصمة اليوم.

وهي على مقربة من الشاطئ الأيسر لنهر راوي أحد فروع السند. وتقع على الدرجة ٣١ من خطوط العرض الشمالي وعلى الدرجة ٧٤ من خطوط الطول الشرقي. فعرضها كعرض القاهرة ولكنها أشد حراً منها، بل هي من أحر بلاد الهند وإن كان ارتفاعها ١٧٠٦ قدم لتوغلها في البر بعيدة من البحار.

وهي على المهيع من أفغانستان إلى الهند تلتقي بها سكك حديدية. وهي على بعد ١٧٧٠ كيلو من كلكتا و٤٣٨ من دهلي.

وسكانها أكثر من ربع مليون. وتشمل اليوم المدينة القديمة ومحلات حديثة فيها أبنية فخمة.

وهي مركز ثقافة واسعة بها جامعة البنجاب والكلية الأمريكية ومدارس أخرى كثيرة.

لا يعرف شئ من تاريخ لاهور قبل الإسلام. وفي أساطير الهند أن مؤسسها لوه بن راما بطل قصة الرّمايَنا المعروفة في الآداب الهندية.

وقد صارت ذات شأن في التاريخ الإسلامي منذ فتحت الدولة الغزنوية الأقاليم الشمالية الغربية من الهند. واتخذتها هذه الدولة حاضرة حينما زحزحها الغوريون عن أفغانستان فأقتصر سلطانها على ما فتحته من الهند. وذلك في عهد السلطان مسعود الثالث سنة ٥٥٣. فهي أول حاضرة لدولة إسلامية في الهند.

وقد تقلبت عليها الخطوب ولقيت من غارات التتار ثم غارات تيمورلنك ما لقيت.

ثم اتسعت واستبحر عمرانها، وازدانت بالأبنية العظيمة الرائعة والحدائق أيام الدولة الإسلامية الهندية الكبرى دولة التيموريين.

استولى عليها ظهير الدين بابر مقيم الدولة التيمورية وتوالى على تعميرها خلفاؤه حتى صارت إحدى المدن الثلاث العظيمة في عهدهم. والأخريان دهلي وأجرا.

وقد أقام بها جلال الدين أكبر سنين كثيرة من سني ملكه. وجعلها ابنه جهانكير العاصمة الثانية (بعد دهلي). وبها مات وسنذكر قبره من بعد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>