عرفت إسعافاً منذ بضع سنين في مجلسه بالكونتنتال، فكان حلقة تضم صفوة الأدباء والشعراء وهو فيهم درة العقد، أو كأنه الشمس تحف به الكواكب.
فإذا جاء ذكر محمد عليه السلام، قال إسعاف: الله أكبر نبي الإسلام.
كان يتغنى بهذا الدين، ويترنم باسم الرسول.
وفى ذلك ألف كتابه (الإسلام الصحيح). نفذت طبعته، وكان يفكر في إعادتها بعد إضافة شواهد وتعليقات جديدة من خمسمائة مرجع. ولا يهولنك هذا الرقم، فهو حفاً عظيم الإحاطة واسع الاطلاع.
أراد أن يهدى إلى هذا الكتاب، ولكنه لم يكن يملك منه نسخة واحدة. وسعيت أن أجد منه نسخة فلم أعثر. وسمع الأستاذ عادل زعيتر بطلبي فقال عندي نسختان فأرسل يطلب من فلسطين واحدة هي الآن في حوزتي. تقرأ في استهلال الكتاب (الإسلام هو الدين الحق [ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه] ومحمد خير الخلق. وهذا الكتاب، وهذا الأثر، وهذا تاريخ البشر. فاقرأ كتاب كل دين، وانظر أثر كل عظيم، وفتش صحف التاريخ. واحكم إن كنتَ من الحاكمين).
هذا شعر منثور.
وهذا كلام لا يجري به القلم أو ينطق به اللسان، بل هو صدى القلب، وقبس من نور اليقين.
ما كنت تسمع في مجلسه إلا اعتزازاً بالعروبة ودفاعاً عن الإسلام الصحيح. فهو حلقة أو مدرسة سرت روحه في شباب الجيل.