لا ريب أن هذه السياسة الخرقاء التي يتعلمونها سخيفة فلا يمكن أن يعوموا بها على سطح هذا الخضم الإنساني وهم مثقلون بهذه الأضاليل؛ فهم فاشلون على كل حال في فلسطين وفى أوروبا وفى أمريكا. فليجربوا حظهم في أمم الشرق الأقصى فلعلهم يفرقون هناك إلى قصر الأوقيانوس الاجتماعي، إذا لم يتوبوا من غيهم ويعودوا إلى وجدانهم السليم ويندمجوا بسائر الأمم طارحين عن عواتقهم تلمودهم. وإن أصروا على عزلتهم تكرر فيهم ما كان حظهم في ألمانيا.
فإذا لم تكن أيها الأستاذ لطيف يهودياً وإنما تتبرع للدفاع عن اليهود من قبيل العطف فشكراً لك، ولكنى لا أرى أن اليهود يستحقون العطف ما داموا يبيتون لجميع الأمم غدراً وأذى. فأرجو أن تطلع على التلمود الأصيل لا المنقح، ثم على التلمود الجديد أي مجموعة البروتوكولات، ثم قل لي ألا ترى أن التلمود خدع اليهود بإبهامهم أنهم شعب الله المختار، وانهم يمتازون على جميع الشعوب؛ فصمموا على أن ينشئوا دولة لأنفسهم على الرغم من تشتتهم ثم يغزوا سائر حكومات العالم ويخضعوها لسلطان حكومتهم العليا.
أرى أيها الأستاذ أنك رددت على مقالي بعد مرور ثلاثة أشهر على نشره في (الرسالة). فهل كان ردك هذا نتيجة مؤامرة فجاء بروتوكولا خامساً وعشرين؟ فعسى أن تكون قد نجحت فيما فعلت، ونلت ما انطوت عليه رغبتك وسلام عليك ولك.
بقيت لي كلمة أوجهها إلى اليهود أنفسهم. ألا يرى يهود العالم أنهم حيثما كانوا مصدر خوف وأذى أفلا يتساءلون فيما بينهم: لماذا كان يكرههم الشعب الألماني ثم جميع شعوب أوربا، ثم الشعب الإنكليزي الذي كان أعطف الشعوب عليهم، وقد منحهم وعد بلفور، ثم الشعب الأمريكاني وقد قسم لهم قطعة من فلسطين ثم ردها لأهلها لأسباب سياسية.
لماذا لا يعقدون مؤتمراً ويبحثون في أسباب جفاء العالم لهم، ويبحثون عن وسائل لإزالة هذه الأسباب لكي يعيشوا مع العالم بسلام؟.
وأما قولهم إن العالم يحسدهم لأنهم أذكياء؛ فهذا سبب سخيف لا يقيم وزناً.