- ألم أقل إن الزيات لا يمكن أن يكتب في الحب لمجرد الحب. . لقد صدقضني فيه. إن القصة نصيحة مبذولة للفتيات من رجل خبر الدنيا وجربها. . وأبى أن يقصر تجاربها على نفسه. ألم تر إليه يقص قصة بلانكيت والخراف ثم الذئب ورواية الفتاة والشبان ثم الذئب أيضاً. إنها نصيحة احسن تغليفها حتى تخفف على السمع وتصل إلى القلب.
قالت الفتاة:
- لقد نالت تلك الفتاة جزاءها. . ولئن كشفت عن أسرار جنسها فإن أخاها قد أخذ بالثأر؛ وما أظن مآلها إلا الموت المحقق قال الشاب: (رويدك يا أبي! وحسبك يا زوجتي! فإن الرجل وإن ختم قصته بالنصيحة، فما ذاك بمانع القصة أن تهدف إلى أهدافها الأخرى. فهي فن قبل أن تكون إرشاداً، وهي تحليل نفسي قبل أن تكون هديا. . أما أنت فما هذا الكلام الغريب؟ تعزين نفسك بأن البنت قد نالت جزاءها، فهل ذلك هو الرد على حقيقة ما قالته عنكن! لشد ما تهرفن أيتها النسوة حين تفحمكن الحجة. حاول الشيخ أن يجيب، وحاولت الفتاة أن تغضب، ولكنني قطعت عليهما القول والغضب:
- إن القصة حلوة ومرة؛ يستطيع كل منكم أن يلتذ هذه الحلاوة وأن يكابد تلك المرارة. لينظر كل أليها من الناحية التي ترضيه. ولئن هذه النواحي فإن ثمة زاوية لو نظرتم منها جميعا ًما اختلفتم: القصة قصة الفن والأسلوب أسلوب الزيات.