يقابلون عيوبه بالعطف والرثاء، وأندر من ذلك أن يكون فيهم من يلقاها بالعلاج والإصلاح.
إن لم يكن بد للمريض بداء الكلام من الثرثرة فليثرثر بما ليس من عيوبه، فإن لم يكن له بد من الثرثرة بها فلمن يتيقن لديه علاجها أو الوقاية من عواقبها، فيكون مثله أمامه مثل المريض أمام الطبيب الحاذق الأمين حين يفضي إليه بأوجاعه دون خجل ولا ريبة، فالاعتراف على هذا النحو عون للطبيب على فهم مرضه وتمكين له من إبرائه منه، أو تخفيف آلامه عنه. وفي هذا صلاح له.
فإن لم يجد الإنسان هذا الطبيب الحاذق الأمين ولم يكن له بد من الثرثرة فعليه بمن يترقب عنده مقابلة عيوبه بالفهم والعطف ليحسن له الاعتذار والعزاه، فيمده بالثقة والأمل ويكون مثله عنده مثل الابن عند أبيه المشفق الأمين، يخطئ ابنه فيلقي خطاياه بالحنان والتسلية ولو لم يلقها بالإصلاح والتقويم، وصاحب العيوب في هذين الحالين آمن أن يقابل اعترافه بالاحتقار عند المودة، والاستغلال عند الكريهة. . .