ببناتهم إلى المدارس الأولية؛ ولكن فئة قليلة جداً ترسلهن إلى المدارس الوسطى؛ لأن الفتاة عندما تصل إلى هذه المرحلة من التعليم تكون غالباً في طور المراهقة.
والحكومة مهتمة بالتعليم الأولى أكثر من اهتمامها بالتعليمين المتوسط والثانوي. وعدد المدارس الوسطى (الابتدائية) الحكومية والأهلية في السودان كله ٢٣ مدرسة للبنين، ومدرستان ثانويتان حكوميتان، وواحدة أهلية. ما عدا المدارس المصرية والتابعة للجاليات المختلفة.
والشاب السوداني الآن يقبل على التعليم برغبة صادقة، ويرى أنه الوسيلة الوحيدة التي توصله إلى الرقي المنشود وتحقيق الأماني القومية.
والأمن مستتب في السودان على رغم قلة رجال الحفظ؛ وهذا يرجع إلى أن السوداني ليس شريراً بطبيعته. ويدهشك أن ترى المساجين يسيرون ووراءهم رجل البوليس وهم غير مقيدين بأغلال. وبعضهم يشتغل بخدمة الموظفين الحكوميين بأنمنونهم على متاعهم وأرواحهم. والغريب أنهم لا يفكرون في الهرب وهم مطلقو السراح. . .
والحياة الاجتماعية تختلف باختلاف المدن، فالمدنية تكاد تكون غربية في العواصم مثل الخرطوم، وشرقية في المدن التي أكثر سكانها من الوطنيين مثل أم درمان اما أهل الجنوب الزنوج فتكاد تكون معيشتهم فطرية.
أما المعيشة فاللحوم والطيور والأسماك رخيصة جداً. ويبلغ ثمن أقة اللحم الضأن عشرة قروش. ويوجد من الخضر ما يوجد في مصر، ولكن أسعارها هي والفاكهة أكثر ارتفاعاً. وهنا أزمة مساكن أشد مما هي في مصر والايجارات أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.
أما جو السودان فإنه جميل جداً في مدى ثمانية شهور، فمن نوفمبر إلى منتصف ابريل جفاف واعتدال، وهذا هو وقت الشتاء. ويبدأ الحر من أواخر إبريل إلى أواخر يونيو، ولكن عندما ترتفع درجة الحرارة تسقط الأمطار فتلطف الجو. أما يوليو وأغسطس فإنهما أجمل الشهور في السودان: جو ممطر منعش وطبيعة ساحرة فاتنة. ولا أغالي إن قلت إن الجو خلال هذين الشهرين لا يقل عن جو الأسكندرية صيفاً، ويمتاز عليه بالأمطار الملطفة. وتنقطع الأمطار في سبتمبر. وقد يسقط فيه مطر خفيف يسميه الأهالي (الرشاش) أو مطر (البُخَات) أي السعداء لأنه قد ينزل في مزرعة ولا ينزل في نفس الوقت في