تفصيلية محكمة في الكتاب والسنة كما هو الحال في تعدد الزوجات. ولا شك أنه لا فرق بين مباح ومباح في ذلك النهي، ونحن إنما نرى النهي عن المباح عند الحاجة إليه، وعند إساءة المسلمين استعماله، وإذا كان في ذلك خلاف بين العلماء فمن الواجب على الأستاذ المتخصص في الشريعة الإسلامية والقانون من جامعات الأزهر وباريس وفؤاد أن يكون مع من يعطي ولي الأمر هذا الحق، لما فيه من المرونة في التشريع، وعدم الوقوف في المباح عند حالة واحدة، ولو تغيرت الظروف والأحوال وصارت الإباحة فيها مصدر بلوى للمسلمين، وهو بهذا أجدر من الأستاذ الذي تخرج بين جدران الأزهر فقط، ولم يشاهد جامعات باريس وفؤاد.
لقد كان الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع طلقة واحدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي خلافة أبي بكر، وفي صدر خلافة عمر، ولكن الناس خالفوا ذلك فأوقعوه ثلاثاً، فأمضاه عمر عليهم عقوبة لهم، وأخذ الأئمة الأربعة بحكم عمر في ذلك، فحرموا على الناس الرجعة بعد الطلاق الثلاث بلفظ واحد، وقد كانت مباحة لهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي خلافة أبي بكر وفي صدر خلافة عمر. فليدع الأستاذ زكي الدين بدوي القافلة تسير؛ لأنه لا يصح من مثله أن يضع في طريقها العقبات.
عبد المتعال الصعيدي
إلى علماء الدين وأساتذة التاريخ:
يا أصحاب الفضيلة والسادة! ما قولكم - جعلكم الله أنصاراً للحق على الدوام - فيما جاد في مقال الأستاذ حيدر الشيرازي أحد موظفي المجلس الحسبي بمصر المنشور في صحيفة منبر الشرق في عددها ٤٧٩ في ٢٢ المحرم سنة ١٣٦٧ ٥ دسمبر سنة ١٩٤٧ في الصفحة الخامسة بأن (مدينة النجف كانت جبلا وهو الذي قال فيه ابن نوح سآوي إلى جبل يعصمني من الماء، فأوحى الله إليه: يا جبل، أيعتصم بك مني؟ فتقطع قطعا قطعاً وصار رملاً ثم بحراً عظيما كان يسمى (ني) ثم جف فسمى (ني جف) أي نجف؛ وإن الخليفة هارون الرشيد علم بموضع قبر الإمام علي كرم الله وجهه فأمر أن تبنى قبة فبنيت القبة ونقشت وفرشت وأضيئت؛ وإن الخمر إذا دخلت مدينة النجف انقلبت خلا؛ وإن الكلب لا