يشعرون بما في مثل هذه من حمق وسخافة. سمعت مرة شاعراً يمدح عظيما فيقول:(تخذوك بعد إلههم معبوداً).
وقرأت لآخر في هذه الأيام يمدح شيخاً جليلا فيقول:
شمس تضيء المشرقين كأنها ... شمس الرسول سماؤها أم القرى
هو نفحة الرحمن أرسله هدى ... للعالمين ورحمة وتبصرا
إلى ترهات كثيرة، وأباطيل مستقبحة من أمثال هذه التشبيهات الجريئة، وإني أحب أن أعلم من لم يكن يعلم أن مقام القرآن ومقام الرسول أحق بالصيانة، وأجدى ألا يوضع واحد منهما في هذه الموازين.
علي العماري
مبعوث الأزهر إلى المعهد العلمي بأم درمان
من وصايا أبي تمام:
من أعجب ما قرأت وصية أبي تمام - شاعر المعاني - للوليد بن عبيد البحتري - تلميذه - قال (تخير الأوقات وأنت قليل الهموم، صفر من الغموم، وأحسن الأوقات لتأليف شيء أو حفظه وقت (السحر). .). قلت: وفي جمل أبي تمام الثلاث - رحم الله أبا تمام - أخطاء ثلاثة:
١ - جعل للشعر (أو النظم) أوقاتاً ومواعيد!
٢ - وأقاد أن النظم يحسن ويلطف على قلة هم وغم!
٣ - ثم ثلث أثافيه بأن (السحر) أحسن أوقات النظم والتأليف!
والمشاهد أن وصية (مولد المعاني) إن هي إلا وصية صانع لصبي يعلمه الصنعة فيقول - بعد الذي سبق من القول (وكن كأنك خباط يقطع الثوب على مقادير الأجسام) ولا يقول كما قال بشر بن المعتمر: (وعاوده عند نشاطك) فإنك لا تعدم الإجابة والمواناة إن كانت هنالك طبيعة أو جريت في الصناعة على عرق. .).
وبعد: فقد أذكرني هذا القول أو هذه الوصية (التمامية) ما نراه في هذه الأيام من شعر الصنعة أو شعر (المناسبات) الذي يقال في كل آت من الحادثات أيا كانت الحادثات. فلينق