للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم انتقل إلى الكلام عن الاحتلال الانجليزي وفرض اللغة الانجليزية على تلاميذ المدارس المصرية، وما كان من أثر ذلك من اتصال الأدب العربي والفكر العربي اتصالا مباشراً بالفكر الغربي، وما كان من أثر هذا من اتجاه الأدب العربي إلى المسلك الذي سلكه حتى يومنا هذا.

ولقد بين إلى حد أثر الأدب الغربي في الفكر العربي وفي ألوان الأدب واتجاهاته وأساليبه نثراً وشعراً، دارساً بعض الألوان الجديدة التي قدمت للقارئ في أخريات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وبعد أن بين ما للترجمة من النهضة الأدبية الحديثة واتصال بالفكر الأوروبي بين ما للمستشرقين من جهد في سبيل اللغة العربية وأدابها وبحث العقيدة الإسلامية ومذاهبها، ونشر ما عفت عليه الدهور وأغفلته يد النسيان من كنوز اللغة العربية معرفاً بأشهر المستشرقين المحدثين ومنتهياً من ذلك كله إلى الكلام عن القصة والمقالة، وهما الثوبات الجديدان اللذان ظهر فيهما النثر الحديث.

ولقد دعاه كلامه عن القصة إلى أن يتعرض بالتخطئة إلى ما قاله المستشرقون ومن حذا حذوهم كالأستاذ أحمد أمين بك، من عقم الخيال العربي لخلو الأدب العربي من القصة، على أننا نخالف الأستاذ عمر الدسوقي في ذلك وتؤيد الأستاذ أحمد أمين بك، وسنفرد هذا ببحث خاص ليس هذا مقامه.

والحق أن هذا الكتاب في رأينا من أحسن المؤلفات في دراسة هذا العصر الحديث، ولقد وفق فيه مؤلفه توفيقاً كبيراً يستحق عليه كل شكر وإعجاب.

(كرمة ابن هانيء)

كمال بسيوني

<<  <  ج:
ص:  >  >>