قضيتنا في مجلس الأمن فكانت معركة الحق كسبناها بالقلم، وأعقبتها قضية فلسطين فكانت معركة القوة وسنكسبها بالسيف؛ وكان انتصارنا في هاتين القضيتين دليلا من أدلة الواقع على أن أمتنا بخير: ملك مثمر الشباب موفق الرأي مؤيد العزيمة، وحكومة نزيهة النفس حرة الإرادة شعبية النزعة، وشعب ذكي الفؤاد سهل القياد نافذ الهمة، وجيش جريء الصدر مثالي النظام فدائي الخطة. وإن أمة تقوم نهضتها على هذه الأركان السليمة لا بد أن تبلغ مكانها المرموق في ركب الحياة.
أن جيشنا بأعماله الباهرة يرحض عنا بالفعل عار الكلام، ويكشف عنا بالقوة ذل الضعف، ويفاوض خصمنا في الميدان على استقلالنا التام. فقدموا العون لمن يبني لكم المجد، وابذلوا المال لمن يبذل في سبيلكم الروح، ولا تنسوا أننا منذ دخل فلسطين بدأنا نعيش.