المؤلف لا يذكر أسماء الكتب في العربية واللغات الأوربية غالباً. بل يكتفي بقوله كتاب فلان، ويقصر المترجم فلا يستدرك على المؤلف هذا النقص فيسده، وذكر الكتاب في العربية أهم من ذكر مؤلفه، ونحن نذكره قبل مؤلفه، وقد نغفل عن ذكر المؤلف فلا نحس بخسارة كبيرة والأوربيون على العكس من ذلك وهاك فقرة تمثل ذلك وتمثل سمات أخرى، جاء (في ص ٥٠) ما نصه (كتاب البغدادي الذي نقل القسم الأول منه إلى الإنكليزية , وطبع في نيويورك عام ١٩١٩) فماذا يفهم القارئ العربي الناشيء من ذلك؟ ما اسم كتاب البغدادي في العربية؟ وما اسمه في الإنجليزية؟ أرجل مترجم أم امرأة؟ متى طبع حقاً! واسمه في العربية (الفرق بين الفرق) واسمه في الإنجليزية ومترجمته - لا مترجمه - السيدة كيت كامبرز سيلي - وطبع في نيويورك سنة ١٩٢٠ كل ذلك كان حرياً بالأستاذ المنجد استدراكه، ولعله فاعل في في الطبعة التالية.
قد يكون هذا الكتاب جليل الوفاء بغرضه لمن وضع لهم وهم طلاب الاستشراق الفرنسيون كما ذكر الأستاذ المنجد في مقدمته، ولكن ما أقل فائدته التي تعود على الباحث العربي والتي لا فائدة غيرها تبرر نقل الكتاب، ومن أجل ذلك نترقب حلقات السلسلة التي وعد بها الأستاذ المنجد لتكون دليلاً لباحثينا صغاراً وكباراً على مصادر التراث العربي فنحن به أجدر وعلى فهمه أقدر
٢ - شاعرية أبي فراس
ألفه الضابط العراقي نعمان ماهر الكنعاني
٢ - ومؤلف (شاعرية أبي فراس) الأديب نعمان ماهر الكنعاني الرئيس في الجيش العراقي. ويسرنا أن يقبل على البحث والتأليف ضباطنا العرب كما يفعل الضباط في البلاد الغربية، ولا يقتصروا على دراسة عملهم الذي اختصوب به فإن مشاركتهم في المعرفة بحثاً وتأليفاً أمر ضروري لهم أولا ومفيد لغيرهم ثانياً. فإن المشاركة تفتق أذهانهم، وتخصب حياتهم وتبصرهم حتى بعملهم العسكري، وتجنبهم الجفاف العقلي والنفسي وتملأ فراغهم بما يعود عليهم وعلى غيرهم بالخير. هم في حاجة المعرفة ولاسيما الأدبية التي هي قسط مشترك، لأنهم (ناس) أولاً (وجنود) ثانياً، ولا غِنى للإنسان إنساناً وجندياً في هذا