والبحث (مدرسي) في منهجه ودراسته، ومن أجل ذلك جاء (خفيفاً) سهلا بسيطاً. وإذا كان لم يعطنا (صورة) ولا (ترجمة) حيَّة نابضة لشخصية أبي فراس من خلال دراسة شاعريته في شعره وهو (ديوان شخصيته) فقد رسم أمامنا خطوطاً بارزة من هذه (الصورة)، وعين لنا معالم واضحة من هذه (الترجمة) وكشف لنا كثيراً من العواطف والآمال التي كانت تصطرع وتمور في قلب هذا (الجندي) الطموح، وفي هذا بلاغ أي بلاغ من ضابطنا الأديب.
ولعله معيد النظر بعد في رسالته في ضوء (ديوان أبي فراس) في طبعته الجديدة التي أخرجها منذ أسابيع الدكتور محمد سامي الدهان، فإنها أوفى بمطلوبه لزيادة نصوصها، وصحة ضبطها، وفهارسها المفصلة، وخلوها من عيوب الطبعة القديمة التي شكاها ضابطنا الأديب في مطلع بحثه، وإنا لآثار قلمه الناضج إن شاء الله منتظرون.