أخريات أيام حياته نتيجة المطالعة والدرس، إذ نراه يبدي آراءه دون أن يتقيد بفلسفة المشائين، وبينهما حسب فلسفة اليونان ولو خالفت فلسفة المشائين، أو باينت آراءه التي كان قد أبداها الشيخ نفسه حتى ذلك التاريخ.
وبما أن النمو العقلي والفكري عند الحكماء والفلاسفة وتقدمهم في هذا الباب يشبهان إلى حد كبير تقدم الأطباء المسلمين في العلوم الطبية، أعني أن النسبة بين أطباء عصور النهضة وعهد ظهور التأليف المستقلة، وبين مترجمي الكتب الطبية في العصور الأولى من الإسلام هي نفس النسبة بين مترجمي المؤلفات الفلسفية في العصور الأولى ومترجمي كتب الفلسفة في العصور المتأخرة، أرى أن أذكر لحضاراتكم هنا هذه المقدمة القيمة.