سليمان الطوفي الحنبلي. شيعياً منحرفاً في الاعتقاد عن السنة. ووجد له في الرفض قصائد، ويلوح به في كثير من تصانيفه. واشتهر عنه الرفض والوقوع في أبي بكر وابنته عائشة رضوان الله عليهما، وفي غيرهما من جلة الصحابة رضوان الله عليهم، وظهر له في هذا المعنى أشعار بخطة نقلها عنه بعض من كان يصحبه ويظهر موافقة له فرفع ذلك إلى قاضي الحنابلة سعد الدين الحارثي وقامت عليه بذلك البينة فتقدم إلى بعض نوابه بضربه وتعزيزه وإشهاره، وطيف به ونودي عليه بذلك، وصرف عن جميع ما كان بيده من المدارس، وحبس أياماً ثم أطلق.
وقال ابن رجب الحنبلي كذلك في طبقات الحنابلة: لم يكن له يد في هذا الحديث، وفي كلامه فيه تخبط كثير. ولقد كذب هذا الرجل وفجر فيما رأى فيه عمر - من منعه الناس من تدوين الحديث -. ولما جاور في آخر عمره بالمدنية صحب السكاكيني شيخ الرافضة ونظم ما يتضمن السبب لأبي بكر. ذكر ذلك عن المطري حافظ المدينة ومؤرخها. وفي الدرر الكامنة للحافظ بن مجر قريب من ذلك. وإنما نقلت ما قاله فيه الحنابلة لان أصحابه اعرف به
محمد أسامة عليبة
إلى الأستاذ العباس:
حياك الله يا عباس وجعل أيامك كلها باسمة. فقد بلغت ما في النفس وشفيتها مما كان يعتلج فيها، وأبدت عما كانت تكنه من ألم لم أستطع أن تبدى به كلما مر بالسمع ما يطرب به ويردده الموسيقار محمد عبد الوهاب من شعر المرحوم شوقي بك في الثورة السورية حين صب الفرنسيون حمم مدافعهم على مدينة (دمشق) الخالدة، فأنظر إلي ما في قول الشاعر:
إذا عصف الحديد احمر أفق ... على جنباته واسود أفق
من وصف حق ولفظ جزل وتصوير بدع يبعث في النفس الرهبة والروعة حين تستشعر حقيقة الواقع، وما يفعله عصف هذا الحديد الذي يحمر منه أفق ويسود آخر، ثم انظر ماذا تحس وأنت تستمع إلى الموسيقار حين يتخلع ويتفكك بهامة الألفاظ ذاتها، فيجعل من عصف الحديد ما يشبه عصف الحب أو الريحان؟