ففي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية: (فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب. ودفنه في الجوا في أرض موآب مقابل بيت قغور ولم يعرف إنسان قبره إلى اليوم).
وفي ذلك الإصحاح أنه لم يقم بعد موسى في إسرائيل نبي مثله، ومعنى ذلك أن الإصحاح كتب بعد قيام أنبياء كثيرين تنعقد المقارنة بينهم وبين موسى عليه السلام.
فمن الثابت قطعاً أن هذه الأسفار العبرية كتبت بعد عصر موسى عليه السلام بعدة قرون.
ولكنني أكتب هذا المقال لأبسط فيه الرجاء إلى صديقنا الحداد أن يرجئ حملته على هذه (المستندات) العبرية، لأنها قد تنفعنا في قضية مكسوبة إن شاء الله. وهذا هو خط سير القضية التي نعتمد فيها على تلك المستندات، حتى ينكرها الصهيونيون فنكسب، أو يعترفوا بها فنكسب، ونحن الكاسبون على الحالتين.
فتحت محكمة العدل الدولية عن مندوب مصر يطالب عصابة إسرائيل بعشرين مليوناً من الجنيهات الذهبية.
قال القاضي لمندوب مصر: علام تستند في دعواك؟
قال المندوب على وثيقة لا يطعن فيها الصهيونيون!
قال القاضي: أين هي؟
قال المندوب هي هذه، ودفع إليه بنسخة من التوراة العبرية.
ويظهر أن الأوربيون والغربيين لا يقرءون التوراة في هذه الأيام؛ لأنهم لو كانوا يقرءونها لعرفوا منها تأريخ هؤلاء القوم، وعرفوا منها أن أنبياءهم كانوا يصفونهم مرة بعد مرة بالتمرد والعصيان وغلظ الزقاب، وأنهم ما يرحوا منذ كانوا على شقاق وشغب واضطراب.
قال القاضي: وماذا في هذه الوثيقة مما يثبت دعواك؟
قال مندوب مصر: في الإصحاح الثالث من سفر الخروج: (يكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين. بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً وتضعونها على بنيكم وبنائكم فتسلبون المصريين).
قال القاضي: هذه نية. هذا شروع، فهل تمت الجريمة.
قال مندوب مصر: نعم تمت. فقد جاء في الإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج أيضاً