فقال شكري، وهو تلميذ في الصف الثاني الابتدائي: أنني ارتأى أن نغتنم فرصة مرور السيارات من هذه الناحية ونقفز عليها ونثيرها ضجة تلقى الهلع في قلوب السائقين، فيضطرب حبل توازنهم، ويصدم بعضهم بعضاً!. .
فضحك زملاؤه من اقتراحه هذا قائلين: وماذا يحل بنا في هذا الصدام ونحن ممتطون ظهور هذه السيارات؟!. .
فقال عبد، وهو أجير فران: أنني ارتأى أن نضع قشاً في طريق السيارات ومتى اقتربت منها أضرمنا فيها النيران. . . وسأتولى إحضار القش من الفرن أثناء غياب معلمي!. .
فقال له المجتمعون: كلامك هذا غير موزون، أتظن أن هذه السيارات هي أرغفة خبز وأنها ستنتظرك حتى تشعل فيها النيران؟
ثم ما هي كميات القش التي ستحضرها من الفرن؟. .
فقال موسى، وهو أبن أحد الجنود العرب الذين اشتركوا في الحرب العالمية الثانية: أنني ارتأى يا أولاد أن نقذف السيارات بالزجاجات المحرقة!. .
فدهش الصبية وقالوا بصوت واحد: وما هي هذه الزجاجات؟
قال: أنا أصنعها.
قالوا: وكيف تصنعها؟. .
قال: أحضر زجاجات (كازوزة) فارغة، وأملأها بنزيناً. ثم أخرق سدادة كل زجاجة وأضع فيها فتيلاً يمتد إلى البنزين. . . وأشعل الفتيل وأقذف الزجاجة الهدف، فتنكسر ويلتهب البنزين!.
فأعجب الصبية بهذه الفكرة الجبارة وأقروها، ثم وزعوا فيما بينهم إحضار المواد اللازمة. فأجير البقال تبرع بالزجاجات الفارغة، وأجير الميكانيكي تبرع بالبنزين، وغيرهم تبرع بالفتيل والكبريت.
ورسمت الخطة. . . وهي أن ينتشر الصبية على سور المتحف الفلسطيني، وعندما تمر