إساءة أحد عن أن يخلص في خدمته، بطبع صاف لا تكلف فيه، وسماحة نفس لا تحامل عليها. كما كان شديد العطف رقيق الوجدان دائم الوفاء وله في ذلك فصص لا يتسع المقام لذكرها.
أدبه:
برع في الشعر السياسي حتى بز جميع شعراء العصر في هذه الناحية، ويمتاز شعره بأنه سجل حافل للمسألة الشرقية والقضية المصرية، وقد ارتفع صيته في فترتين، أولاهما أيام الخديوي عباس وثانيتهما إبان الوزارة الأخيرة لمحمد باشا محمود.
كما يمتاز شعره القديم في (ديوان الكاشف) ولكن ما بقى من شعره الأخيرة غير مجموع أكثر وأقوى مما جمع.
واجب:
أليس من حق الراحل الكريم أن يجمع ديوانه. ويبحث ويدرس كفاء ما أسداه للأمة واللغة من خدمات؟ وهل يجوز في منطق الوفاء أن يهمل هذا الرجل بعد موته وقد ضحى بماله ومستقبله وأوقاته في سبيل خدمة اللغة والأمة؟
يا أصدقاء الكاشف وعارفي فضله ويا إسراء معروفه ويا محسوبي إحسانه ويا رجال الأدب واللغة والصحافة أسألكم بالله ألا تنسوا أحمد الكاشف الذي خدم الأمة واللغة نصف قرن أو يزيد.