للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ضعيفة يستعطف أمه أن تحضر له بعض الطعام. ولكنها أجابته بالرفض. . . ثم انطلقت من حنجرته صيحة فرح. لقد شاهد أمه تقبض على قطعة السمك بمنقارها ثم تطير متجهة إليه. . . وجرى إلى نهاية الفرع في شغف وأخذ يدق الفرع في سرور. . . وحينما قربت أمه منه توقفت عن الطيران ثم حلقت في الفضاء وقطعة السمك في منقارها. . . وانتظر أن تقترب منه. . . ولكنها لم تفعل. . . وعضه الجوع. . . وفجأة قفز إلى قطعة السمك ولكنه. . . أخذ يسير إلى الهاوية وحينما مر بأمه سمع صوت أصطفاق جناحيها. . . ثم لم يعد يسمع شيئاً. . . بقيت لحظة. . . لحظة واحدة بعدها سوف يسقط في البحر. . . ففرد جناحيه. . . وأحس بالهواء يدفعه فحرك جناحيه. . . إنه لا يسقط الآن. . . ولكنه يرتفع. . . وغادره الخوف. . . لم يعد يهاب شيئاً. . . إنه يطير. . . إنه يطير. . . وأطلق صيحة فرح. . . ورأته أمه يطير فأخذت تصيح فرحاً. . . ثم رأى أسرته وقد التف أفرادها به ونسي أنه لم يكن يعرف الطيران فأخذ يحلق في السماء. . . يطير مرتفعاً ثم ينخفض. . . يطير مشرقاً ومغرباً. . . والسرور يملأ نفسه. . . ولكن. . . لقد صار فوق البحر. . . والمسطح الأخضر تحته تماماً. . . ورأى أبوه وأمه وأخوته وقد حطوا فوق البحر. . . وأخذوا ينادونه في سرور. . . أخذ ينخفض حتى بلغ سطح البحر فأسقط رجله على المسطح الأخضر ولكنها غاصت فيه. . . وصاح من الخوف وأراد أن يرتفع ثانية. . . فأخذ يضرب بجناحيه. . . ولكنه كان تعباً. . . ضعيفاً من الجوع. . . لم يستطيع الارتفاع فترك أرجله تغوص. . . ثم شعر بالماء يلمس جسده فارتعد. . . ولكنه لم يغص أكثر من ذلك. . . لقد طفا جسده فوق الماء، والتف حوله أفراد أسرته يصيحون فرحين ثم تقدموا منه وبمنقار كل قطعة من السمك. . . فرموها إليه ثم أخذوا يعودون فرحين. فقد طار صغيرهم لأول مرة. . .

محمد سعد الدين وهبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>