للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا وقد تسرَّع الأستاذ في مقاله الثاني فخطّأني في قولي (لا أزال أقول. .) وقال وإنها مقصورة على الدعاء محتجاً ببيت قديم أورده (الأشموني والصبان، وابن عقيل، والخضري) وهو قول (ذي الرمة) أو غيره:

ألا يا أسلمي يا دارمى على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر

وسها الأستاذ الفاضل عن أن (لا زال) خلاف (لا أزال) وأنا لا أحمل منه ذلك إلا على السهو، وإلا فهل غاب عنه قول الله تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) وقوله مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم (ولا تزالُ تطلع على خائنة منهم)؛ وبعد فأنى مع الأستاذ العجمي في أن الأسباب التي قالوها في منع (أشياء) من الصرف قد أثقلت كواهل النحويين في الكتب وإفهام الطلبة في المدارس، ولذلك أدليت برأيي؛ والحمد لله على توفيقه. والسلام.

(الإسكندرية)

محمود البشبيشي

إلى المشتغلين بإصلاح الأزهر:

اسمحوا لي يا سادة أن أعبر عن رأي لا أدري أيروقكم أم لا، وذلك بعد أن أحييكم تحيات عطرة. . .

الأستاذ الشرقاوي يريد أن يخرج علماء قوامين على التراث الإسلامي والعربي، وهو مطلب عسير على عامة الأزهريين مهما أدخلوا لهم من إصلاحات. ولم يبق إلا الخاصة وهؤلاء هم الذين يعقد عليهم الأمل. . . وهم بعون الله يتخطون السدود والقيود، ويحققون كثيراً من الأماني التي تناط بالأزهر، وشأن الأزهر في ذلك شأن كل جامعة وهيئة، ولا أجد في علم الأزهر خيراً من تعبير الرسول في حديثه المشهور: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً الخ). فالأرض الطيبة لا بد أن تنفع الناس وتتغلب على عوامل الجفاف. والخبيثة لن تجديها نترات الشيلي التي تحاولون أن تنثرها على سطحها. وأضنني لا يعوزني التطبيق بالأمثلة الحية، فمحمد عبده لا يزال حياً في الأذهان وغيره كثير. كل على مقدار ما كان يكن من حيوية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>