للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يظل يدعو نيبها الضماعجا ... والبكرات اللقح النواثجا

وأعاد هذا البيت في مادة (فثج): وناقة فاثج سمينة حائل أو هي الفتية اللاقح، ويروى (الفواسج بالسين، والفاسج من الإبل أيضاً اللاقح أو اللاقح مع سمن، أو هي الحائل السمينة فهي بمعنى الفاثج بالثاء المثلثة).

وينبغي أن أعترف بالفضل لحضرة العلامة أحمد أمين بك فإن كتابة (ظهر الإسلام) مرآة صافية ترى فيها بجلاء ووضوح الحياة الاجتماعية والعقلية والأدبية من عهد المتوكل إلى آخر القرن الرابع الهجري. ثم أذكر بهذه المناسبة أن خير كتاب قرأته يمثل الحياة الاجتماعية في العصر العباسي (وخاصة من الجهة السياسية والاقتصادية) هو كتاب (العصر العباسي) للأستاذ المحقق والمؤرخ الموفق المدقق الدكتور (عبد العزيز الدوري) العراقي أستاذ التاريخ الإسلامي بدار المعلمين العليا ومعهد الملكة عالية العالي بمدينة بغداد وقد طبع منه جزءان قيمان أحدهما في العصر العباسي الأول، والآخر في العصر العباسي الثاني، وإنه ليخدم التاريخ أجل خدمة إذا قدم له الجزء الثالث الذي يمثل بقية العصر العباسي، وقد رجع في كتابيه المفيدين إلى كثير من المراجع العربية وغير العربية من عدة لغات، ورجع من نفسه بعد ذلك إلى عقل ناضج كبير، وفكر عال صحيح، وذهن ثاقب جديد، ورأى قويم سديد. وكذلك أقول إن خير كتاب رأيته في أدب اللغة العربية في عصر صدر الإسلام هو كتاب الأستاذ الدكتور محمد مهدى البصير الذي سماه (عصر القرآن) تكلم فيه على الأدب العربي في صدر الإسلام وعصر بنى أمية فأحسن وأجاد، وأمتع وأفاد، دل فيه على اطلاع واسع وعلم جم وأدب غزير، ورد الزائف البهرج وقبل الثمين المصفى، وكان له فيه رأى صائب وفكر قويم. ولنا في هذا الكتاب وغيره من مؤلفات الدكتور السيد محمد مهدى البصير عودة في مقالات موعدنا بها الأعداد المقبلة من الرسالة الغراء إن شاء الله تعالى.

أحمد يوسف نجاتي

<<  <  ج:
ص:  >  >>