أمنية غالية، يعتز بها كل نوبي، ويبني عليها قصوراً من الآمال، ويتمنى أن تتحقق لتكفيهم مشقة الجهد، والانتقال من بلادهم إلى مختلف البلدان وعواصم الأقاليم المصرية، حيث توجد المدارس الثانوية التي تتطلب ثيراً من النفقات وتبعد هذا الجيل الجديد عن موطنه الأصلي. وهو لا يزال في حاجة ماسة إلى الرقابة الشديدة في هذه السن، سن المراهقة، وتطلق له الحرية في بيئة يسهل فيها الفساد واللهو، ولهذا ينحدر كثير منهم إلى هوة الفساد والضلال، مما يبعد به عن الغاية التي يهدف إليها، وينصرف به عن البحث والدرس والتحصيل. . .
٢ - مدارس ابتدائية: واحدة في عينبة تضم خمسمائة تلميذ تقريباً، ويشترك فيها البنون والبنات بلا تفرقة، وأخرى في الدكة، وثالثة في قورته. وقد جاهد الأهلون جهاداً عظيماً في سبيل إنشاء هاتين المدرستين الأخيرتين، وقد أنشأت الوزارة مدرسة الدكة سنة ١٩٧٤، وسرعان ما قامت قيامة أهل قورته فبذلوا مجهوداً مشكوراً عن دل على شيء. فعلى روح التنافس، وتوج أخيرا بإنشاء مدرسة قورته في العام نفسه على إن يكون ذلك بمثابة تجربة، ولتبقى في النهاية على المدرسة التي تثبت وجودها بكثرة ما فيها من التلاميذ، وذلك لأن المسافة بين قورته والدكة حوالي سبعة أميال فحسب. ومن الغريب إن اقبل الاهلون على كلتيهما، بحيث اصبح كل منهما ثمانون ومائة تلميذ تقريباً، ولهذا ستضطر الوزارة دون ريب للإبقاء على المدرستين كلتيهما. .
ويأمل النبيون أن يتم إنشاء مدرستين أخريين، أولاهما في المركز الأصلي، وهو الدر، احتفاظاً بما كان له من مكانة، وأحياء للمدرسة التي كانت به، وهي أول مدرسة في النوبة بأسرها. . . والأخرى في بلانة، لما لهذه من مكانة زراعية ولما فيها من مشروعات كثيرة، أدت إلى ازدحامها بالسكان، مما يعطيهم هذا الحق، ويجعل إنشاء مدرسة ابتدائية في بلدتهم من أوجب الواجبات، وبخاصة وأنها ليست أقل شأناً من الدكة أو قورته، بل أعظم منهما شأناً، وأرفع قدراً. . .!
ولقد بذل الأهلون في سبيل ذلك جهوداً موفقة طوال هذا العام، وإذا تم لهم أصبح في منطقة النوبة مدرستان ابتدائيتان في القسم الشمالي، هما قورتة والدكة. ومدرستان ابتدائيتان في القسم الجنوبي هما الدر وبلانة، ومدرسة ابتدائية وأخرى ثانوية في عنيبة، وبهذا تضمن