للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من البلدان، وذلك لأن المدرسين يبذلون جهداً مشكوراً في جلب التلاميذ من كل حدب وصوب، لما ينالهم من نفع عاجل، وخير قريب، فهذا النوع بالنسبة لمدرسي المدارس الابتدائية والثانوية، فهو إذن نوع من التعاون بين المدرسين وتلاميذهم. . .!!

٨ - مكافحة الأمية، وهي نوعان (أ) أقسام مسائية مقرها المدارس، وتقبل التلاميذ ابتداء من سن الثانية عشرة فما فوقها ويتقاضى المدرس جنيهين في الشهر، ويتقاضى الرئيس جنيهين ونصف جنيه في الشهر، والإقبال عليها منقطع النظير، فإذا جن الليل تقاطر الرجال والشبان والشيوخ إلى هذه الأقسام فرحين مغتبطين يتلقون العلم، ويتعلمون مبادئ القراءة والكتابة، وفي النهار تجدهم منكبين على كتبهم وكراساتهم، يعيدون ما درسوا، ويتفهمون ما أخذوا، وقليل من إخلاص المدرسين ونشاطهم، يجعل أهل هذه المنطقة في درجة عظيمة من العلم والمعرفة. . .

وهذه الأقسام في البلاد الآتية: أدندان؛ بلانة القبلية، بلانة الجديدة، أبو سنبل، أرمنا، توشكي غرب، عنيبة الأولية إبريم عافية، توماس قبلي، توماس بحري، الديوان، شاترمه، وادي العرب قبلي، قورته، العلاقي، جرف حسين.

(ب) مكاتب إعانة لمكافحة الأمية، وليس مقرها المدارس بل أي مكان في المسجد أو البيت أو الشارع، ومدرسوها من الفقهاء، ولهم مكافأة سنوية عن التلميذ بعد نجاحه قدرها خمسة وسبعون قرشاً، يصرف لهم خمسة وعشرون قرشاً اولاً، وخمسون قرشاً بعد النجاح. .!!

وهي بالأماكن الآتية: جده بالديوان بلانة. كساب بأبي سنبل، فرقنيت أورجه بأرمنا. أبو راسيا بأرمنا، مرواو بتوشكي غرب، زيدات بتوشكي غرب. وادي السبيل بأبي حنضل. الريجة بكرسكو، النوبات بالسيالة، الشيمة بقورتة. دبنود بدابود.

ومفتش المعارف يلاقي كثيراً من الصعوبات في سبيل القيام بعمله في هذه الجهات كلها، وذلك لتناثر هذه النجوع وتفرقها وبعد المسافة بينها، وكثرة المرتفعات والمنخفضات، فلا بد والحالة هذه من الاستعانة بالباخرة البطيئة، والمراكب الشراعية والمطايا، ولا شيء غير هذا.

وقد يكون هذا الكلام غريباً على بعض الناس، من الذين لا يعلمون شيئاً عن طبيعة هذه المنطقة، أما الذين يعرفون هذه المنطقة، وخدموا فيها فإنهم يدركون تمام الإدراك ما يعانيه

<<  <  ج:
ص:  >  >>