فإذاعجبت أن ترى اللئيم الممعن في لؤمه يكرم، والظلوم المفحش في
ظلمه يرحم، حاولوا أن يخففوا من عجبك بدعواهم أن لليهودي
المصري رعاية المواطن، ولليهودي الأجنبي حق الإنسان؛ كأنهم
يريدون أن يقولوا إن اليهودي يشارك المصري في وطن، أو يشارك
الآدمي في جنس!!.
لا، يا سادة! إن اليهودي لا يعرف وطناً غير صهيون، ولا يألف جنساً غير يهوذا، فمن يزعم غير ذلك فليسأل كل أمة في الأرض وكل عصر في التاريخ، ماذا جنت اليهودية على الإنسانية. ألم يكن لها في كل ثورة وقود من الدسائس والاضاليل؟ ألم يكن لها في كل عقيدة مفسدة من البدع والأباطيل؟ ألم يكن لها في كل دولة جاسوسية تؤرث العداء والحرب؟ ألم يكن لها في كل أمة أسواق تنشر الغلاء والكرب؟ ألم يكن لها في كل مدينة (حارة) تشيع الفحش والفجر؟ ألم يكن لها في كل صحافة لسان يذيع البذاء والهجر؟
قولوا بلى، كان لهم كل أولئك؛ ولكن الله أوعدهم ووعدنا أن يحبط أعمالهم، ويبطش آمالهم، ويديم إذلالهم، فحققوا وعيد الله ووعده بمثل هذا الحكم، واتقوا يوماً يجوز أن يتولى الشيطان فيه أمر الأرض، فيجعل لهم القضاء عليكم، فيقيموا لكم محاكم كمحاكم التفتيش، ويومئذ لا يجدر بالعربي الأبي أن يعيش!.