للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أئمتهم، ولكنه اكتفى برواية في كتاب فرد لمؤلف لا يعرف عنه الأستاذ إلا أن له كتاباً مطبوعاً منه نسخة في دار الكتب. فلو فرضنا أن كتب الشيعة الأخرى تؤيد رواية الكوزة كناني لكان الأستاذ مجازفاً في الاستشهاد بكتب الشيعة قبل الإطلاع عليها

أنا لا أطيل على القارئ بنقل نصوص من كتب أئمة الشيعة، ولكن أعرض عليه خلاصة قراءتي:

في كتب الشيعة روايات في تفضيل كربلاء على مكة، وفيها روايات يؤخذ منها تفضيل مكة على غيرها مثل هذا الحديث المروي عن جعفر الصادق في كتاب (وسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة) (ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وأنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك، فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي عليه الصلاة والسلام، فسلموا عليه، ثم أتوا قبر أمير المؤمنين فسلموا عليه، ثم أتوا قبر الحسين فسلموا عليه، ثم عرجوا، فينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة.)

وفي كتب الشيعة أيضاً روايات عن فضل زيارة الحسين والرضا، ولكن خلاصة الروايات كلها، وفقه النصوص الكثيرة أن الحج والعمرة الواجبين لا تعدلها زيارة أحد، وأن زيارة الحسين قد تعدل عمرة أو حجة أو أكثر من ذلك من الحج والعمرة المندوبين بعد أداء حجة الإسلام المفروضة. وفي (وسائل الشيعة): قلت لأبي عبد الله (جعفر الصادق): ما تقول في زيارة قبر الحسين، فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال: تعدل حجة وعمرة، فقال: ما أصعب هذا الحديث. ما تعدل هذا كله، ولكن زوروه ولا تجفوه، فإنه سيد شباب أهل الجنة. . الخ.

فهذه خلاصة قراءتي في كتب الثقات، وذلك تصديق ما قلته في مقالي السابق، وفي صدر هذا المقال.

وقد ختم الأستاذ الخولي مقاله بعد أن أثبت عليّ الخطأ بقوله: (واكتفى بهذه الكلمة، قائلاً مع الأستاذ عزام في ختام كلمتي: وإنني لراج أن يتم التعارف بين الأمم الإسلامية، حتى لا يكتب بعضها عن بعض إلا عن علم وروية، وتثبت وإنصاف، والله ولي التوفيق.)

وإعادة كلمتي هنا تعريض معناه أن محمد ثابت كان ثبتاً فيما كتب، وأنني أنا غير المتثبت. ولعل الأستاذ قد عرف الآن أينا ينقصه التثبت، على أن من فاته التثبت وهو يصف أمة مسلمة بما هو حري بها وبدينها خير ممن فاته التثبت في الإدعاء على بعض المسلمين أنهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>