وقال: يا شيخ عبد الجبار كيف أنصرك وتخذلني، وأحييك وتقتلني، وأرفع عنك العبء فتلقيه علي، وأنقذك من الرجلين فتتركهما إلي؟!
فأجابه بلهجة خليط من الخزي والبلادة والمكابرة: كان بيني وبين فلان وعد في صلاة العصر. ومعاذ الله أن أخيس بوعد أو أحنث في يمين!
فقال له: أمرك يا مولانا عجيب! تحافظ على وعد وتفرط في روح، وتنظر إلى مصلحة وتغضي عن كرامة!!
فقال له الشيخ عبد الجبار وقد غلى دمه وهو لا يغلي إلا في السلم: سبحان الله يا أخي! لماذا تتجهمني هذا التجهم، وتعنفني هذا التعنيف؟ من قال لك انزل؟ هل كنت مغلوباً فانتصرت لي، أو مكروباً ففرجت عني، أو ضعيفاً فأشفقت علي؟ وهب الأمر كان كذلك، فهل بعد خرجي مأرب، أو بعد حمارتي مركب، أو بعد روحي حياة؟!