للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى إتقان ومهارة، فأحضرت لها ما يلزم، ووافقنا عليها رجلا على المباشرة عزم، ولما نوى العام المؤرخ على الرحيل، ودخلت سنة (١١٤٤هـ) بتكبير وتهليل، حضرنا بقية الشهر في المسجد، وتوجهنا غرة صفر الخير إلى زيارة علي بن علي نرتجي المير، وكان حضرنا الأخ الشيخ رضوان الزادي والشيخ إبراهيم العرابي، وسرنا معهم جملة إخوان منهم الأخ الشيخ مصطفى أسعد (اللقيمي)، وكانت الحمى الربعية لم تفارق، لأمر إلهي نوره بارق، وبتنا في القر الشمويلي الأنزه، وقلت: ألا أيها الطلاب سيروا إلى اللقا عساكم يه تسقون كأسا مروقا وتوجهنا على بني جمار ومنها إلى (سبطاره) التي تشن العرب حولها الغارة، وجلسنا فيها مع الأخ اللقيمي نتذاكر بأنس يأتي بكل قرية خير. وكان الأخ المذكور أثر فيه برد البلاد فتغير مزاجه وفي (يازور) زاد، وتوجه صحبة شريكه النجار إلى (يافا) ولحقناه فيها نتصافى، ثم سرنا منها إلى المقام العليلي الندي، ووردت علينا فيها الخ الحاج حسن المقلدي، وبعض مضى أوقات الزيارة، سبقنا الأخ اللقمي لوادي نابلس الفياح وتنقلنا إلى أن وصلنا (كوثر) والقلب مشتغل، والفكر فيه بالحمى فتور، وجاءنا الخبر أن الشيخ عبد الرحمن السمان جاء نابلس للزيارة القدسية وصحبته المنلا عباس تلميذ شيخنا المرحوم المنلا الياس المتوفى سادس عشر شعبان سنة (١١٣٨هـ). ثم أن ورد علينا بمن معه (كور)، وعدنا جميعا إلى نابلس في حبور، وبعد ثلاثة أيام من الإقامة فيها ودعنا الخ اللقيمي وبقية الأحباب وسرنا إلى (جماعين). ورأى جامعها السمان فسر به وقال إنه وعهد واف لجامع في قاف، لكن ذلك كبير واسع وماؤه فيض له هتان. قلت له: أتدري إمامه الذي فيه يصلي مفره يصان. قال: نعم، رأيته والقوم كلهم له في ذي المقام. ثم عدنا للديار المقدسة، وبقي خاطرنا عند الأخ اللقيمي، وجاءنا الخبر بتوحهه إلى وطنه الصبيب (أي مصر). وكان ورد البلاد العالم الفاضل المراد الشيخ عقيلة المكي الوطني اليمني الأصل والمولد، يوم الخميس من شهر ربيع الأول الأنيس، واجتمعت به في منزله للسلام، وحضرت درسه العام باستسلام، وأخبر عن تأليفه الإحسان. ولما اوقفني عليه قرظته:

يا راقيا لمدارج الإحسان ... أحسنت في الإحسان بالإحسان

أحمد سامح الخالدي

(النهاية في العدد القادم)

<<  <  ج:
ص:  >  >>