للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يا مليكاً هاشمياً ما له ... غير توحيد شعوب العرب هم

يختم النومُ عليه جفنَه ... فيراه في تهاويل الحُلُم!

بِسَناهُ كنت في (سوريةٍ) ... مَلِكاً في عرش (أقمار الحكم)

وبه في (ميسلون) استُشْهدت ... مُهَجٌ لو لم تقمها لم تَقم

وبه اخترتَ - على كرهِكه - ... عرش (بغداد) ولم تأنف ولَم.

واثقاً أنك تشفِي داءه ... بطريق الحرب أو طرق السَّلَم

فيصلٌ يَفْسَح للخطب إذا ... جاءه لا ينثني، لا يصطدمْ

فإذا الخطب الذي قد أمه ... قد تولّى خلفه كالمنهزم!

فيصلٌ لا يعرف اليأس، ولا ... يرهب الموت، ولا يخشى الغُمم

فيصل العامل يمتدُّ لَه ... أمل النهضة ما امتدّ الألم

فيصل يعمل ما يعمله ... صامتاً في غير عيٍ أو سَأم

يسهر الليل تناجيه المنى ... من رعى آمال شَعْب لم ينم

هذه (يعرب) ضلَّت سيرها ... فهي حيرى تترامى في ظُلِم

بعضها يعثر بالبعض؛ وقد ... غرب الطالع، والليل ادْلَهَمْ

وفم (الغرب) - وأخفى شخصه - ... جاهداً ينفخ في النار الضرم

أيها الآوي إلى فردوسهّ! ... طالما أسهرتَ عينيك فنَم!

لا تخف شراً على العرب، فقد ... لَقِنَتْ مبدأك الحُرَّ الأشم

وسرى فيها، فلن يهضمها ... طامع أجنبُ، أو طاغٍ صَنَم

ولقد خلّفت فيهم (غازياً) ... علَماً يهديهمُ بعد عَلَم

لم يمت من عاش (غازي) بعده ... يرفع الملك، وللشَّعث يُلم

قم تهّيأ للقاء (المصطفى) ... جدّك المبعوث فينا بالِحكم

فسيدنيك إليه فرِحاً ... بمساعيك كباراً والخِدَم

وألق (آل البيت) وأرتع بينهم ... في كروم الخلد أمثال النَّجُمْ!

علي أحمد با كثير

<<  <  ج:
ص:  >  >>