وبكل طير كنت تسمعه حنين متيم
إني رجعت وفي دمي شوفي وشعري في فمي
وعبير ثغرك لم يزل يسري بعطر مبسمي
وحنانك الدفاق غامرُ قلبَي المتحطم
وسنا عيونك رغم بعدك لم يزل كالأنجم
شقت دواكن وحدتي وسرت بقلب مظلم
فكأنها الأمل البعيد بدا بأفق مبهم
سل عن سهادي كل نجمٍ في سمائك ساهر
الليل يصحبني وأصحبه لو هم سادر
وأبثه شوقاً بقلبي كاللهيب الساعر
ويلفني بسكونه وألفه بمشاعري
وأحس بين نجومه طيفاً يضيء بخاطري
ويعيد أيامي ويغمر بالعبير أزاهري
أنا واهم يا ليل، رفقاً بالشريد الحائر
أنا واهم أحسوا السراب بخاطري وبناظري
أنا واهم، أنا واهم، من لي بهدْى غامر
يلقي إلى قلبي الرجاء فلا تضل سرائري
أنا واهم. هل هذه الأطلال تعلم ما بيه؟
أنا واهم. ثارت بقلبي ذكريات ضاريه
وطغى على عيني السراب وطوقتني الغاشية
فحسبت أنك قد رجعت، وإن روحك حانية
يا ليت إني ما رجعت إلى ظلالك ثانيه
لم ألق غير توجعي. لم ألق غير الهاوية
لم ألق غير عهودنا تبكي وتصرخ ناعيه
في مهجتي خدع الظنون على سرابك جاريه