للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لنظر هذه البراعة البريطانية. اقبلوا الهدنة كما هي وخلوا جيوشكم في أماكنها ولا تتقدموا. يوم كان اليهود ينهبون سلاح الألمان وغير الألمان بعد معركة العلمين ويرسلنه تحت ذقوننا إلى فلسطين كنا نقول للإنجليز أن هؤلاء اليهود اللئام ينهبون السلاح من معسكراتكم وأنتم غاضبون الطرف. لماذا؟

أليس لكي يحاربوننا به؟

ولكن الإنجليز كانوا يرمون إلى هذا بدليل أنهم إذا أمسكوا عربياً معه بندقية شنقوه، وأما يهودي يسوق مركبة مصفحة ملأى بالسلاح فيقولون له باسمين مبروك.

والآن يستورد اليهود السلاح من كل مكان رغم أنف مجلس الأمن، وإذا استورد العرب سلاحاً من أي مكان حال الإنجليز وغير الإنجليز دونهم.

إذا قلت لكم أيها العرب أن العالم كله يحاربكم، فهل ظننتموني مهولاً؟ ها قد وصلنا لها.

أيها العرب عيب أن تنوحوا وتنحبوا لمجلس الأمن. وعيب أن تتذمروا من دول أوربا لأنها تمنعكم أن تتسلحوا، وأن تتغيظوا من دول أوربا لأنها مستبدة بكم ولأنها غير منصفة لكم.

نعم دول أوربا وأمريكا غير منصفة، ولا يمكن أن تكون منصفة، لأن لإنصاف ليس من مصلحتها. تقولون أنها لا تخجل أن تكون جائرة. نعم لا تخجل ولا تستحي ولا يهمها أن تعيروها بقلة الحياء. كان يجب أن تعلموا هذا الدرس؛ وأن تضحوا بكل شيء في سبيل مصلحتكم لأنكم في وسط هذه أخلاقه. . . نعم العالم كله ضدكم لأنكم أكلة دسمة سهل طبخها. فلماذا أنتم هكذا؟ أتتوقعون من إنجلترا أن تسلحكم؟

لماذا لا تنشئون آلات ومعامل لصنع السلاح؟ أليس عندكم مال؟ أليس عندكم عقول؟ أليس عندكم عضل؟.

أمس كتب الملحق التجاري للسفارة الأمريكية أن بترول الشرق الأوسط هو ٦٠ بالمائة من بترول العالم. فهل هذا قليل وأي سلاح أمضى من البترول. هل تطير طائرة أو تسير سيارة أو تدب دبابة أو تتحرك سفينة إلا بهذا البترول.

بعد ٣ سنين تتهافت المدنية الشائخة على بترول العراق والحجاز والبحرين وإيران وبترول الصحراء الذي لم يستنبط بعد تهافت النمل على قصعة عسل أو تهافت الذباب على المزابل. بعد بضع سنين يرتقع ثمن لتر البترول من شلنين إلى عشرة شلنات. ولو

<<  <  ج:
ص:  >  >>