للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تنتج إلا أنغاماً لا ترابط ولا انسجام بينها تصدع رأسه. هكذا الكتب لا يتذوقها إلا الذي درس فن القراءة الصحيحة وأصولها.

٣ - لأن الطلبة لا يفهمون ما يقرئون من الثقافات العالية لأنهم لم يتعودوا التفكير فيما يطالعون ولم ينضجوا ذهنياً فاكتفوا بقراءة مجلات اللهو والتسلية وتركوا الكتب الدسمة لأن عقولهم لا تقوى على هضمها.

٤ - لأن المشرفين على تربيتهم لم يوجهوا غرائزهم إلى الناحية السامية فانقلبت هذه الغرائز إلى النواحي الدنيا فمال كثير من المتعلمين إلى الأدب المكشوف الذي لا يثير في قرائه إلا أحط الرغبات.

٥ - لم تتكون فيهم عادة القراءة لأن منزل الطفل يخلو من الكتب، وأمه أمية أو لا تكره غير الكتب، وأبوه لا يحب الكتب، وهو لا يجد كتباً في منزله يتناولها ويقلبها لعله يجد ما يلذه مطالعته واخوته وأخواته الكبار يتصفحون كتبهم المدرسية بغير اشتياق أو عناية.

ولذا نرى أن البيت والمدرسة مسئولان إلى حد كبير عن هذا الكره، والحل يتطلب تغيراً أساسياً في المدرسة وفي حياة الطلبة لكي يتهيأ لهم الجو الذي يحببهم في القراءة ويجعلها عادة فيهم. والحاجة ماسة إلى بيئة منزلية تعينهم على تعهد هذه العادة حتى لا تنقرض أو تضعف.

ايليا حليم حنا

دبلوم عال في التربية

الأبيض - السودان

<<  <  ج:
ص:  >  >>