علم الكيمياء القديم الذي تطور منه علم الكيمياء الحديث. . .
وتلك التمائم والأحجبة التي لجأ إلى استعمالها الإنسان منذ أزمان بعيدة، وما زالت بعض الشعوب البدائية تستعملها إلى يومنا هذا، إنما ترمي كلها إلى غاية واحدة هي جلب الحظ السعيد ودرء النحس والأذى.
كذلك العرب، كانوا في جاهليتهم يتفاءلون ويتشاءمون، يؤمنون بحسن الحظ ويتقون شر النحس وسوء الطالع، يتشاءمون من بعض الحيوانات وخاصة الطيور مثل البوم والغربان. وهاهو شاعرهم يقول من قصيدة يعاتب فيها قومه ويفاخر بتسامحه وبكونه يدرأ السيئة بالحسنة:
وإن زجروا طيراً بنحس تمر بي ... زجرت لهم طيراً تمر بهم سعداً
بيد أن بعض الناس، برغم فكرة الحظ السائدة - أو ظاهرة كما يحلو لي أن أسميها - لا يؤمنون بالحظ، ويعتقدون بأن الإيمان بالحظ فيه شيء من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر وإن كنا لا نشاركهم هذا الرأي، إذ أن الاعتقاد في القضاء والقدر لا ينافي بحال من الأحوال الإيمان بوجود السعد والنحس.
وهناك بعض من الناس يفكرون بالحظ ويحسبونه ضرباً من الخيال والخرافة ورأيهم فيه هو رأيهم في (الفول والعنقاء) وينعتون من يؤمن بالحظ (بالمشعوذين) والمهووسين.
وفئة أخرى تؤمن بالحظ في قرارة نفسها وتنكر ذلك أمام غيرها لأن في ذلك خروجاً عن العرف على سبيل (خالف تعرف) كما أن في ذلك - كما يتوهمون - دليلاً على القوة والاعتماد على النفس والاعتداد بها.
بعض ظواهر الحظ ومتناقضاته:
نشاهد في كثير من الأحيان أن نفراً من الناس قد يلازمهم الحظ السعيد طيلة حياتهم فيفوزون بالجاه والثراء ويصلون إلى القمة من أقصر طريق وبغير عناء شديد، مع أن مؤهلاتهم لا تتناسب مع ما حصلوا عليه بل تتنافى معه في بعض الأحيان، وقد يختلف الناس في تعليل ما يشاهدون ولكنهم يتفقون جميعاً بأن ذلك النفر محظوظ سعيد.
وترى أيضاً بعض ذوي الأعمال من الرجال يغامرون في مشروعات ضخمة ينفقون فيها المبالغ الكبيرة من المال من غير وجل ولا خوف مستبشرين متفائلين، يكاد الواحد منهم